لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله
مراحل ابتذال مفهوم الإرهاب: 1-استعمله الاستعمار في البداية ضد كل شعب يقاوم الغزو.2-واستعمله ضد كل دولة تريد أن تكون ذات سياسة مستقلة. إلى هذا الحد هو وصف مستعمر غاز لشعب أو منافس لأي دولة تريد المحافظة على سيادتها. وإلى هذا الحد يمكن القول إنه من خصائص السياسة الدولية. لكنه: 3-أصبح للمعارض في الانظمة المستبدة والفاسدة.4-بين دويلات تتنافس على تمثيل أمة تتبادل التهم والتخوين. 5-واصل الأنواع الأربعة واحد. فالنوعان الأخيران تابعان للنوعين الأولين: فالحكام التابعون يستعيرون سلوك سادتهم فيواصلوا سياستهم مع محكوميهم لحماية استبدادهم وإرضاء سادتهم. ثم يعمم على أي شعب يسعى لاسترداد سيادته أو وحدته في حرب أهلية يستمد المستبدون بأمرها من مفهوم الإرهاب ما يبرون به إرهابهم وخدمتهم للمستعمر. مفهوم الإرهاب في خطاب الاستعمار دوليا وعملائه محليا وإقليميا وصف لكل مقاومة: 1-للغزو 2-للاستتباع 3-للاستبداد السياسي 4-للاستبداد الحضاري. وهو إذن أسقاط الإرهابي لصفاته على من يقاومه فيسمي إرادة التحرر من الغزو والاستتباع خارجيا ومن الاستبداد السياسي والاستبداد الحضاري داخليا. وهو بالجوهر تحيل أخلاقي من الأقوى لتبرئة عدوانه دوليا أو وطنيا يستعمله الغازي والمستتبع والمستبد السياسي والحضاري لإضفاء الشرعية على العدوان. وهومن مقومات الحرب النفسية على الساعين للتحرر من الغزو والاستتباع والاستبداد السياسي والاستبداد الحضاري. لكنه نفسيا آلية إسقاط. وهو خلقيا نفاق. وغاية تطوره تبين طبيعة أصله الوجودي: نكوص الإنسان إلى تاريخه الطبيعي وتنصله الفعلي من تاريخه الخلقي مع المحافظة القولية عليه للحرب النفسية. إنه تحقق النكوص الفعلي والاعتراف به بالنفاق الخلقي لإضفاء الشرعية بإسقاط صفات المعتدي على المعتدى عليه ونفي كل حقوقه باسم مقاومة إرهابه. فكان يمكن أن للناكص إلى التاريخ الطبيعي أن يقول: تلك إرادتي بمقتضى القانون الطبيعي الذي هو قانون القوة والعنف وليس قوة القانون واللطف. وهو عين ما يعيبه نيتشه على الأخلاق المنافقة التي تبحث عن تبرير لإرادة القوة التي هي قانون التاريخ الطبيعي فيكون البقاء للأقوى دون تبرير. المشكل أن أصحاب هذا الموقف حتى وهم ينافقون يجعلون المقاومة حقا. ولا يبقى الخلاف إلا في بيان من المعتدي والمعتدى عليه: الغازي أم المغزو؟ المستتبع أم رافض التبعية؟ المستبد سياسيا أم معارضه؟ المستبد حضاريا أم مقاومه؟ المؤمن بوجود تاريخ خلقي أم بالتاريخ الطبيعي حصرا؟ الجواب عن هذه الأسئلة هو الذي يحسم فيحدد من الإرهابي حقا وليس من يتهم به. فالغازي والمستتبع والمستبد سياسيا والمستبد حضاريا هو الإرهابي حقا. وهم متحالفون حتما. ومثال ما تعاني منه الأمة بين للعين المجردة. فالغزاة الإقليميين والدوليين يتهموننا بالإرهاب وتحالفهم نخبنا النافذة. والنخب النافذة هي نخب الاستبداد السياسي التي تتهم المعارضات ونخب الاستبداد الثقافي أو الحضاري التي تتهم الإسلام وحضارته بكونه أصل الإرهاب. لكن هذا الاتهام بحد ذاته اعتراف بشرعية المقاومة رغم كونه تبرير للعدو: فمقاومة الغزاة والمستتبعين والمستبدين سياسيا وثقافيا أولى بالشرعية. ذلك أن الغازي والمستتبع والمستبد سياسيا والمستبد ثقافيا تبريرا لعدوانه يسقط صفاته على ضحاياه فيقلب الوصف الخلقي والقانوني لطرفي العلاقة. لذلك فهو يحتاج لأفعال إرهابية يختلقها اختلاقا ليزيل عن المقاومة أخلاقيتها ليضفي الشرعية على الغزو والاستتباع والاستبداد السياسي والحضاري. ذلك هو الوصف الخلقي والقانوني للوضعية: وليس معنى ذلك أن المقاوم ليس من حقه استعمال القوة. لكن استعمالها الأعمى مناف لشرعيتها. فشرعية المقاومة هي اخلاقيتها. وذلك هو مفهوم جهاد الدفع بأخلاق الحرب التي تحدد معنى الفروسية حتى ضد الأوغاد. وإذن فكل وغد في المقاومة مندس. وهذا هو المعيار والعلامة التي احدد بها مخترقي المقاومة وعملاء الغازي والمستتبع والمستبد السياسي والمستبد الثقافي أي أصحاب الإرهاب وصانعوه. وهذا التعريف استقرائي واستنباطي. فهو استقرائي لأنه يكاد يكون وصفا أمينا لما عليه حال العرب: غزو واستتباع واستبداد سياسي واستبداد ثقافي. تقاومه قلة من المؤمنين بالإنسان والأمة ومعهم شعب صامت لأن الانحطاط الذاتي والانحطاط المستورد أفقداه معاني الإنسانية فصار لا حول له ولا قوة. لكنه استنباطي لأنه مستنتج من المقابلة بين القول حقيقة الإنسان الجامعة بين التاريخين الطبيعي والخلقي عند المقاومين ونفيه عند المعتدين كلهم. وهذا الاستنباط أول من أسس عليه فلسفة التاريخ هو ابن خلدون واعتبره قولا بمقتضى طبائع الأشياء. وأيده بفلسفة القرآن التاريخية: قيم الاستخلاف. وتلك هي ثورة ابن خلدون الفلسفية: التطابق بين ما يترتب على انثروبولوجيا فلسفية استمدها استقراء من تاريخ البشرية وانثروبولوجيا قرآنية صريحة. وذلك هو جوهر الاجتهاد (أداة المقاومة العقلية) والاجتهاد (أداة المقاومة الخلقية) اللذين يستمد ابن خلدون ضرورتهما من رئاسة الإنسان بالطبع
الكتيب