لتحميل المقال أو قراءته في ص-و-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص
1-سألنا أستاذنا:كيف نفهم المفارقة العجيبة مفارقة دعاة الإصلاح الديني اليوم وهم أقل الناس علما وتدينا ومع ذلك يفتون وكأنهم أوصياء علينا؟
2-سؤالكم أعجب مما سألتم عنه:فهم يعتبرون الإصلاح متعلقا بمفهومي العلم والتدين اللذين تشككون في نسبتهما إليهم وهم ليسوا بدعا:نشأة الفرق.
3-فظاهرة نشوء الفرق الرديئة في كل فكر دينيا كان أو فلسفيا مفعول جانبي. تفاضل العقول في الجنس البشري شرط الاجتهاد: له أثر ممدوح وأثر مقدوح
4-لذلك فلا ينبغي التشدد إزاء الظاهرة بل الواجب هو الرد عليها بمنطق القرآن نفسه: فهو بالجوهر خطاب تفكيكي ونقدي لتحريفات الدين المتوالية.
5-فهو الدين الخاتم لأنه الإصلاح النسقي لكل التحريفات الممكنة لتمظهر العقل (الاجتهاد) والإرادة ( الجهاد) بمعياري التصديق والهيمنة.
6-فأما معيار التصديق فهو يضمر وحدة العقل الإنساني: الخالف يقبل من السالف ما صدق لديه(تواصل مراحل الفكر الإنساني). وأما معيار الهمينة فهو يضمر التقدم في العلم والعمل (تجاوز المرحلة الأرقى لما تقدم عليها)
7-وبذلك فالختم لا يعني نهاية الطلب بل يعني غاية معاييره: الإنسان يجتهد بعقله ويجاهد بإرادته بشروط خلقية: قبول الصادق ومعرفة تجاوز الكاذب
8-وذلك معنى الإسلام هو الدين والدين الخاتم أي إنه البداية والغاية لأنه الديني في كل دين: ولولا ذلك لما فهمنا اعتبار منزلة الأنبياء فيه.
9-لن تجد دينا واحدا غير الإسلام يعتبر من شروط الإيمان به القبول بكل الرسالات والاعتراف بكل الأنبياء بشرط وحيد: نقد تحريفها بهذا المعيار
10-من هذا المنطلق وبهذه المقدمة يمكنني أن أجيبكم عن تساؤلكم: أنتم وصفتم دعاة الإصلاح وصفا في ظلم لهم إذ شككتم في علمهم ودينهم.وهذا دور (حلقة مفرغة).
11-في هذه الحالة تقابلون دعوى بدعوى.هم أيضا يشككون في علمكم وتدينكم.هم يعتبرون علمكم قروسطيا وتدينكم تقليديا.وحينئذ لا مرد للصدام بينكم
12-فكيف نفصل بينكم إذا كان معيار الفصل هو موضوع الخلاف؟وتعلمون أني من نفاة علمية علم الكلام وقدرته على حسم أي خلاف لفقدانه شرطي العلم.
13-فهو يدعي قيس الغائب على الشاهد ظنا أن الغيب من الغائب الذي يقبل القيس على الشاهد وهو يدعي رد المنقول إلى المعقول في حالة التعارض.
14-ورد الغيب إلى الغائب القابل لأن يكون شاهدا نفي لأهم مبادئ الدين والادعاء بأن المنقول يرد إلى المعقول عند التناقض نفي للدين أصلا.
15-فلو كان المنقول الديني-وحتى الطبيعي-قابلا للرد إلى المعقول لما احتجنا إلى الوحي في الدين وإلى التجربة في العلم: المنقول معطى كما هو.
16-فضلا عن كون دعوى الرد هذه تعني أن المعقول قد تم وأصبح نهائيا بحيث ينبغي أن ترد إليه الحقائق الدينية : فهم متخلف للعقل فضلا عن الدين.
17-ولنعد إلى دعاة الإصلاح الذين وصفتم : فلنسألهم عن منطلق الإصلاح المطلوب ما هو؟ أليس تصورهم للدين ووظائفه؟ فما الدين عندهم؟ وما وظائفه؟
18-ومعنى ذلك أني لن أشكك في علمهم ولا في تدينهم من منطلق علمي وتديني بل أسألهم هذين السؤالين حتى أناقشهم أو أتركهم في لغوهم يلعبون.
19-موقفان: هل وراء الطبيعة والثقافة حقائق أسمى يعبر عنها الدين مضمونا للوحي؟ أم هو ظاهرة ثقافية صنعها الإنسان؟ وإذن مفهومان للإصلاح
20-فصاحب الموقف الأول دعوته للإصلاح تعني تعديل الممارسة الدينية فكرا وعملا لتطابق المرجع. ودعوة صاحب الموقف الثاني أناسة (انثروبولوجيا) صرفة
21-وفي هذه الحالة الثانية كلمة إصلاح مغالطة : فهم يقصدون أن الدين مجرد عادات من صنع الإنسان وعلينا تغييرها لتناسب ما يسمونه متطلبات العصر
22-ليس عندهم ما يتعالى على التاريخ ولا على الطبيعة والإنسان هو خالق الله والدين وليس العكس. هم إذن لا يريدون إصلاحا بمعنى تجاوز الانحطاط.
23-لذلك فلا معنى لمناقشتهم: هم يتكلمون في أمر لا صلة له بما نؤمن به.جوابهم القرآني : الدين أساطير الأولين ودعوتهم تعويضه بأساطير الأخيرين
24-وبذلك يأتي السؤال الثاني: ما وظيفة الدين؟ لم يتجاوز دعاة الإصلاح المعوض لاساطير باساطير فكرتين غلبتا على اليمين واليسار الهيجليين.
25-فاليمين الهيجلي يعتبر الدين استكمالا لما يشعر به الإنسان من نقص: وظيفة الدين هي علة ابتداعه الإنساني : الله هو إطلاق كمالات الإنسان.
26-اليسار الهيجلي انطلاقا من نظرية الاستكمال هذه يبين شروط تعويضها بماهي أفيون لجعلها محفزا يؤسس للثورة لتحقيق الكمال في التاريخ الفعلي
27-وإذن فدعاة الإصلاح بالمعنى الثاني مترددون بين اليمين واليسار الهيجليين فيؤسسوا لنوعي الفاشية الدينية التي يدعون محاربتها بإصلاحهم.
28-اليمين الهيجلي : مصدر فاشية تأليه الإنسان الذي اصبح خالق الله لا مخلوقه بشرط أن يكون قد بلغ إلى الكمال المعرفي المزعوم (نهاية للتاريخ)
29-واليسار الهيجلي يعتبر هذا الكمال يحتاج للتحقيق بالثورة لئلا يكون الدين أفيونا للشعوب فتكون الثورة محفزا -استبدل المنوم بالمنشط- للحرب.
30-لذلك فكلاهما لا يصلح الدين بل يلغيه ليعوضه بالإيديولوجيا الإرهابية مباشرة في الماركسية أو بغير مباشرة في الهيجلية : الفاشية والعنصرية
31-لهذه العلة فجميع من يتكلمون على الإصلاح الديني بهذا المعنى ملحدون أصلا والدين عندهم اساطير الأولين يسعون إلى تعويضه باساطير الآخيرين
32-ومن ثم فلا كلام لي معهم ولاعليهم. الدين لا يوجد إلا بشرطين هما عين الإسلام: 1-معرفة الإنسان أنه مخلوق لا خالق و2- أن الخالق لايخدع مخلوقاته
33- فلنعين المقصود بأدعياء الإصلاح هؤلاء : لعل أفضل الأمثلة تلاميذ أركون وحامد أبي زيد : هذا ماركسية بدائية وذاك هضم سيء لما بعد الحداثة.
34-والغريب أن كلا الرجلين لا صلة لهما بالفلسفة ولا بالدين: كلاهما درس الآداب وينقصه الأدب. كلاهما يتصور الدعاية للذات لدى الغرب كافية للمنزلة
35-من يريد أن يفهم معنى المسخ فليقرأ بعض كاريكاتورات الفكر الفلسفي والديني عندهما أو عند تلاميذهما وعند من يسمون أنفسهم بالمتكلمين الجدد.
36-فإذا أضفت إليهم أدعياء الكلام مثل سعيد فودة والتعالم مثل عدنان ابراهيم اكتملت الصورة : تجار القشور ونابشو القبور هو الوصف الملائم لهم.
37-نهانا القرآن الكريم عن الاعتناء باللغو. لذلك لن نطيل الكلام عليهم اكتفينا ببيان قصارى ما يصل إليه ما يظنونه فكرا لهم.فشبابنا يميز بحق
يرجى تثبيت الخطوط
أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/