الإسلام في القرآن: هو الواحد بين الديني والفلسفي

🔹عندما حاولت تعريف القرآن
اكتشفت الأبعاد التالية:
1️⃣- فهو رسالة تشير إلى
ما على الإنسان فعله
ليحقق مهمتيه في الوجود
▪️مستعمرا في الأرض
▪️ومستخلفا فيها.

وفيه جواب عن خمسة أسئلة:
▪️من المرسل؟
▪️ومن المرسل إليه؟
▪️ومن الرسول؟
▪️وما طريقة تبليغ الرسالة؟
▪️وما مضمون الرسالة الذي هو
ما يترتب على مهمتي المرسل إليه؟

2️⃣- وهو بذلك رسالة
تعرف الإسلام بكونه
▪️رسالة كونية
▪️وخاتمة
▪️لها دوران:
➖ موجب هو التذكير
بما تشير إليه بوصفه مرسوما
في كيان الإنسان
أي ما فطر عليه.
➖ وسالب هو نقد
التحريف الذي أصاب الأديان السابقة
بنوعيها المنزل والطبيعي.

3️⃣- وإذن فالقرآن
لا يعتبر نفسه الرسالة الوحيدة
بل هو الرسالة الخاتمة التي
تعرض الديني في كل دين.

لذلك فهو:

▪️ يعترف بكل الرسالات
التي تقدمت عليه
➖ ما كان منزلا
➖وما كان طبيعيا منها

لأن تعدد الأديان أمرا واقعا
ضروري
➖ لحرية اختيار المعتقد
البقرة 256
➖ والتسابق في الخيرات
المائدة 48.

▪️ويشترطها في الإيمان بالاسلام
لانها أعيان منه من حيث هو
الرسالة الكونية الخاتمة
في تاريخ الإنسانية
اعيانا
➖ تشترك في وحدة العقيدة
➖ وتتمايز بتعدد الشريعة
المائدة 48.

4️⃣- واستعراضه لها في قصصه
هدفه تذكير اصحابها بالكوني الديني
الذي يرفع الإنسان
إلى ما يتعالى على الارض
لتحريرها مما يترتب على التخصيص
من تحريف يفاضل بين البشر
▪️فيصبح الدين اصلا للحرب بينهم
▪️بدلا من أن يعتمد مبدأين هما:
➖ الأخوة البشرية
النساء 1
➖ والمساواة بين البشر
الحجرات 13.

5️⃣- ولذلك فهو قد شخص
التحريف عامة بكونه
المفاضلة بين البشر بغير التقوى
فيكون تأسيسا
▪️للمفاضلة
➖ العرقية
➖ والطبقية
➖ والجنسية
▪️ولتقسيم البشر
➖ بين شعب مختار
➖ وجوهيم
تقسيما انتهى إلى الكونية الفاسدة
التي تعتبر المسيح ابن الله
تأسيسا لتأليه أحد ابناء
شعب الله المختار.

🔹 وكل ما قاله القرآن عن الأديان المنزلة
وخاصة اليهودية والمسيحية
قاله عن الأديان الطبيعية
وخاصة المجوسية والصابئية
وتلك هي العلاقة بين الديني والفلسفي.

▪️فالديني غير المنزل هو غاية أديان العقل.
▪️والديني المنزل هو غاية اديان الوحي.

فيكون العقلي والوحيي
مصدرين للواحد الديني
وراء تنوع الأديان في التاريخ
قبل بلوغها إلى الدين الخاتم.

والفرق بين العقلي والوحيي هو
▪️الانطلاق من الاستعمار في الأرض (العلقي)
▪️مقابل الانطلاق من الاستخلاف فيها (الوحيي).

🔹وحتى نفهم الفرق بين المنطلقين
فينبغي أن نعلم أن المنطلق
في العمق واحد في الحالتين.

لكن الحيز الذي يتعين فيه الواحد هو المميز:

1️⃣- فالعقلي أو الفلسفي
ينطلق من الاحياز الخارجية
أي من الطبيعة من حيث هي
الحيز المكاني والزماني
المحيط بالإنسان والضروري
لقيامه العضوي.

وإذن فالفلسفي هو بالأساس
بحث في شروط قيام الإنسان
▪️العضوي
▪️والروحي
شروطه المتعينة في
أحيازه الطبيعية الخارجية.

2️⃣ -والوحيي والديني
ينطلق من الأحياز الذاتية
أي من كيان الإنسان من حيث هي
▪️حصته من المكان في بدنه
▪️وحصته من الزمان في “روحه”
أو في وعيه ببدنه
وعلاقته
▪️بمحيطه الخارجي
▪️وبذاته
▪️وبغيره
ممن يقاسمه الأحياز الخارجية
بوصفها شرط قيام حيزه الذاتي.

وإذن فالديني هو بالاساس
بحث في شروط قيام الإنسان
▪️العضوي
▪️والروحي
المتعينه في أحيازه التاريخية.

🔹فيكون الواحد
▪️بين الفلسفي والديني
▪️وبين العقلي والوحيي
هو عين الواحد
▪️بين الإنسان
➖ من حيث هو منشغل
بكونه مستعمرا في الأرض
وهو الغالب على الفلسفي والعقلي
➖ ومن حيث هو منشغل
بكونه مستخلفا فيها
وهو الغالب على الديني والوحيي.
▪️والمقابلة هي بين
➖ الاعتماد على العقل
والبحث العلمي الطبيعي
➖والاعتماد على الوحي
والبحث العملي التاريخي.

🔹 بعبارة أوجز:
▪️ما يبدأ به الديني هو
ما ينتهي إليه الفلسفي.
▪️وما يبدأ به الفلسفي
هو ما ينتهي إليها الديني.

🔹والمسار واحد حتى وإن
اختلفت البداية والغاية:
▪️فما هو بداية في الفلسفة
غاية في الدين
▪️وما هو بداية في الدين
هو غاية في الفلسفة.

الفلسفة العملية هي بداية الدين
والفلسفة الطبيعية هي غايته.
والعكس بالعكس بالنسبة إلى الفلسفة
الدين الدنيوي هو البداية
والدين الماورائي هو الغاية.

🔹ومعنى ذلك
▪️أن الفيلسوف
إذا كان يطلب الحقيقة
ينتهي إلى الدين.
▪️والديني
إذا كان يطلب الحقيقة
ينتهي إلى الفلسفة.

▪️فإذا اكتشفنا العلاقة بين
➖ البحث العلمي
العلوم وقمتها الميتافيزيقا
➖ والبحث العملي
والاعمال وقمتها الميتااثيقا
▪️اكتشفنا الواحد الذي يجمع
بين الديني والفلسفي
▪️وفهمنا مضمون القرآن الكريم
من حيث هو دعوة للقيام
بهذين البحثين مصدرا
لتأسس الواحد في
➖ الديني
➖ والفلسفي
أي ما على الأنسان القيام به
ليكون
➖ مستعمرا في الأرض
➖ ومستخلاف فيها.

🔹 وهو بذلك نظام إشاري
لما عليه الإنسان عمله
وليس نظاما يحتوي على
ما يغني الإنسان عن القيام بما عليه
القيام به اجتهادا للعلم وجهادا للعمل.

🔹وقد جمع القرآن ذلك كله
في سورة العصر باعتبارها
محددة لشروط
الاستثناء من الخسر.

وهي خمسة شروط:

1️⃣- أولها وأصلها هو
الوعي بالخسر الذي
يهدد الإنسان
أي التحريف الذي يتمثل
في التأله
وتوهم نفسه ذا
▪️علم محيط
▪️وعمل تام
يغنيه عما يتعالى عليه.

وكل التحريف المعرفي والقيمي
علته حب التأله كما بين ذلك
ابن خلدون
أي الطاغوت المعرفي
وهو تحريف الفلسفة
والطاغوت القيمي
وهو التحريف الديني.

2️⃣ و 3️⃣ -الثاني والثالث لأنه مضاعف
ويخص سلوك الفرد الذي
هو “الذات الخلقية الأولى”
لأنه هو المسؤول الأول في
محاسبته على دوره
▪️في الاستعمار في الارض
▪️وفي الاستخلاف
أي في مهمتيه اللتين
لا يمكنه نفيهما

فحتى لو كان من عتاة الملحدين
▪️فإنه لا يستطيع الاستغناء
عن التعامل مع العالم الطبيعي والتاريخي
المحيط به
لأنه مصدر قيامه.
▪️ولا بد له من التعالي عليه
لئلا يصبح عبدا لحاجاته
فيفقد حريته التي تجعله
ذاتا مستقلة عن غيرها.

وهو مضاعف بمعنى أنه:
▪️الإيمان بما يضفي المعنى عن عالمه.
▪️العمل الصالح المناسب للمعنى.

4️⃣ و 5️⃣ -الرابع والخامس لأنه مضاعف كذلك
ويخص سلوك الجماعة
▪️التي تنتج ذلك الفرد
▪️والتي هي الذات الخلقية الثانية
لأنها المسؤولة الثانية عن
▪️تربية الفرد
▪️وحكمه
ليكون أهلا لدوره
▪️في الاستعمار في الأرض
▪️وفي الاستخلاف فيها
أي في مهمتي الإنسان
من حيث هو إنسان:

▪️ التواصي بالحق
أي البحث العلمي المشترك
بين البشر لمعرفة ما يقتضيه
الاستعمار في الارض من معرفة
وتطبيقاتها لحل مشكل
الاستعمار في الأرض.

▪️التواصي بالصبر
أي البحث العملي المشترك
بين البشر لتحقيق ما يقتضيه
الاستخلاف في الارض من قيم
وتطبيقاتها لجعل الإنسان
يتعالى على الاخلاد إلى الأرض.

🔹 وهذه المهام الخمسة:
▪️الوعي بالخسر الممكن
▪️ثم ما يترتب عليه
▪️أي
➖ الإيمان
➖ والعمل الصالح
فرديا
▪️و
➖التواصي بالحق
➖والتواصي بالحق
جماعيا

هي الواحد المشترك بين الديني والفلسفي.

🔹وهي المعاني التي تجعل
ما أتكلم عليه من واحد
▪️في الديني
▪️والفلسفي
مختلفا تماما عن
التوحيد الهجيلي بين
▪️الفلسفة
▪️واللاهوت
تأسيسا على ما يسميه المصالحة
▪️بين الرب
▪️والعالم.

وهو ما سنعود إليه
لكونه مبنيا على
▪️الوساطة
▪️والوصاية
اللتين يعتبرهما القرآن
علة التحريف في كل
▪️الأديان
▪️والفلسفات:

“إن هذه المصالحة هي الفلسفة.
وبهذا المعنى فالفلسفة علم لاهوت (علم كلام).
إنها تعرض مصالحة الرب مع ذاته ومع الطبيعة
بحيث إن الطبيعة أي الغيرية هي في ذاتها عينها إلهية
وبحيث يكون الروح الجزئي (الإنسان)
بوجه أول يسمو من حيث ذاته عينها إلى المصالحة
وبوجه ثان يبلغ إلى هذه المصالحة في تاريخ العالم وينتجها.

وهذه المصالحة هي من ثم سلم الرب
التي هي ليست أسمى من أي عقل
بل هي تصل إلى الوعي والفكر
فتعلم بوصفها هي الحق”.

Diese Versöhnung ist die Philosophie.
Die Philosophie ist insofern Theologie.
Sie stellt die Versöhnung Gottes mit sich selbst und mit die Natur dar,
dass die Natur , das Anderssein an sich selbst göttlich ist
und dass der endliche Geist teils an ihm seblst dies ist ,
sich zur Veröhnung zu erheben, teils in der Weltgeschichte zu dieser Versöhnung kommt , diese Versöhnung hervorbringt.

Diese Versöhnung ist dann der Friede Gottes,
der nicht höher ist als alle Vernunft,
sondern der durch die Vernunft ist gewusst,
gedacht und als das Wahre erkannt wird”.

G.W.F. Hegel
Vorlesungen
Ausgewählte Nachschriften
und Manuskripte
Band 5
Vorlesungen über die Philosophie
der Religion
Teil 3
Vollendete Religion (1827)
Drittes Element
S. 269

🔹 ويمكن القول إن كل فلسفة هيجل
ترد إلى هذه الفقرة حول المصالحة
التي تنتهي إلى جوهر التحريف المسيحي
الذي هو قول بوحدانية الوجود
▪️الطبيعي
▪️والتاريخي.

وهو بالبعد الثاني التاريخي
يتجاوز وحدة الوجود
التي يقول بها سبنوزا.

🔹 فتكون العلاقة بين
▪️هيجل
▪️وسبينوزا
هي عين العلاقة بين
▪️المسيحية
▪️واليهودية.

أي بين
▪️وحدة الوجود الطبعانية
▪️ووحدة الوجود التاريخانية
التي تذوت الطبعانية
بتذويت الجوهر.

وهما التحريفان اللذان
يعالجهما القرآن
ليحرر الإنسانية من
وهم المطابقتين
▪️المعرفية
العلم المطلق الهجيلي
▪️والقيمية
الدين المطلق الهيجلي.

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي