اضاءات حول مقال ”التصوف ليس حلا بل هو تشويه للإسلام مثله مثل الإرهاب“ للدكتور أبي يعرب المرزوقي – الفصل الثاني – مصطفى المسلكي

ه

تشويه للإسلام مثله مثل الإرهاب“

للدكتور أبي يعرب المرزوقي الفصل الثاني

مصطفى المسلكي

أورد أخي وصديقي جواد بن عمر أثناء نقاشه وتعليقه على مقالة الأستاذ حول التصوف ما يلي، وهو جزء من تعليق مهم ومطول أرغب في تفكيكه وإعادة صوغه بما أقدر أنه مناسب في فهم دلالة التعمير شرط الاستخلاف في الفروض من العبادات، النص:

(قال (يقصد المرزوقي) وهو يريد ان يبرز ان التعمير شرط الاستخلاف، انَّ: “النظافة شرط الصلاة” والحال ان الصلاة قرنت بمصطلح اخر ومفهوم مختلف وهو “الطهارة” فقد يكون المرء نظيفا لكنه غير طاهر، او ان يتطهر بما قد يكون غير نظيف كالتراب مثلا. ثم ان الطهارة تطال الباطن والظاهر. فقوله تعالى: “وثيابك فطهر” يبرز هذا المعنى، اذ إن الثياب تُطلق على القلب ايضا. وهو مدار التربية الصوفية التي يعيبها مفكرنا ويمجها حتى مع الاستثناءات التي جاءت على استحياء.)

النظافة شرط الصلاة هي جزء من مفهوم عام هو الطهارة ويشمل البدني والروحي، وهي التي نفهم بها الاستثناء الذي هو التيمم في حالة الصلاة والجنابة حينما يسقط شرط الماء لأسباب طبيعية أو صحية ، فبمجرد توفر الماء يبطل التيمم لأنه أي الماء هو الذي يحقق النظافة الفعلية للبدن سواء بالوضوء في حال الصلاة أو بالغسل في حالة الجنابة، بمعنى آخر لولا عرضة الانسان لشح الطبيعة والامراض لا ظلت القاعدة دون استثناء، فمن عاش معافى في بدنه وفي مدينة وافرة المياه قد لا يضطر أبدا للتيمم، بمعنى أن الاسلام يحرص على ما يحقق بالفعل نظافة البدن وبالماء، دعك عن وصاياه في ما يتعلق بالاعتناء بالبدن بشكل عام وحتى دون الاستعداد للصلاة، وينضاف إلى ذلك تأكيده على نظافة مكان الصلاة وهو أمر مكلف ويتطلب مجهود كبير ونحن للأسف الشديد دونه، وتكفي نظرة إلى أحوال مساجدنا ومصلياتنا لنفهم بيت القصيد من الاستعمار شرط الاستخلاف، لأنه قد يأتي يوما قد نتخلى طوعا عن الصلاة مالم نتدارك العناية بالماء والطبيعة مصدرا لقيام الانسان المادي و الروحي ومالم نتدارك العناية بالمدينة والعمران، لا يمكن أن نتصور مساجد نظيفة في مدن متسخة ومساجد قبلة للمصللين في عمران مشوه، كل فروض العبادة شرطها التعمير فأنت مطالب بعنايتك ببدنك لتقوى على هذه الفروض وشرطها العناية بالنظام الصحي ونحن تقتل فينا الامراض أكثر مما يقتل العدو، وهذه العناية إن حصلت فرديا وجماعيا هي التعبير الأمثل على شكر الله لنعمه وأننا نعمل على حفظها ودوامها لما فيها من سعادة الدارين.

والله أعلم وأحكم.

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
آخر تحديث 05-04-2025
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي