لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله
كيف نقدر أثر انضمام إسرائيل العلني للرابوع؟ لكأنه استجاب لمطالباتهم إياه بالوفاء بوعده فيسندهم ولا يتركهم وقد عجز ترومب عن إخراجهم من مأزقهم. وما شجعهم على المرور إلى العلنية هو نجاح السيسي ليس في تحييد موقف الشعب المصري من إسرائيل فحسب بل في شيطنة حماس: حصل شبه لا مبالاة شعبية. كانت أمريكا كما بين طلبها عدم الرد على صواريخ صدام، وعنترياته تحول دون إسرائيل وإعلان دورها حتى لا تحرج الأنظمة العربية التي طبعت معها سرا. لم يكن الخوف من قطر أو من تركيا أو من إيران بل من ردود فعل الشعوب. لكنهم الآن يتصورونها استسلمت خوفا من مآل الأمور التي في سوريا وليبيا واليمن. ولهذه العلة قلت في فصل سابق إن الأمر كله بات الآن رهن تحرك الشعوب وبداية الموجة الثانية من الربيع. وأعتقد أن الأعداء يخافون مما أتوقعه. ذلك أن تركيا لم تنتصر إلا بتحرك الشعب وكذلك قطر: فالأعداء يعلمون أن الشعوب العربية عامة والخليجية خاصة قلوبها مع قطر والتنّور بدأ يغلي. لذلك فأملي أن تواصل إسرائيل فتمنع الجزيرة وتجاهر بالتطبيع مع من تسميهم عقلاء العرب. فهذا سيكون القشة التي ستقصم ظهر البعير، نقطة تفيض الكأس. وأفضل طريقة لدفعها دفعا لهذه الحركة-لأني اعتقد أنها لن تقدم عليها فعليا: فخبراؤها لا يجهلون أن الجزيرة خدمت الربيع دون مراسلين رسميين. ولا تستطيع إسرائيل قطع كل وسائل التواصل الاجتماعي. فكل شاب يمكن بهاتف أن يؤدي دور المراسل: فبالهاتف تم إفشال انقلاب خونة تركيا بحضور القائد. وغياب المراسلين الرسميين قد يمثل فرصة ظهور قيادات لمعارك الثورة والمقاومة في الدول التي تقاطعها ومنها إسرائيل وحقير عملائها وكلهم كذلك. وبهذا اقترح استفزاز إسرائيل وعملائها حتى يصبحوا أضحوكة العالم. لكني لا أعتقد أن صحفييها على تحاملهم يمكن أن يكونوا بغباوة طبالة الرابوع. لذلك فإسرائيل ستتردد كثيرا قبل أن تقدم على هذه الخطوة. وأتمنى أن تفعل لأن ذلك لن يحول دون فضح جرائمها وسيتضاعف عدد المراسلين المتطوعين.
الكتيب