لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله
بعض الحمقى يعترض على اي مغربي في شأن يتصوره خليجيا خالصا وينسى أمرين:
فبعض الأنظمة الخليجية ناصبت الثورة العداء وعملت أذرعا لأعداء الأمة، فكانوا الممولين والأذرع التي نظمت الانقلابات ورعت الإرهاب في بلاد الربيع.
والأنظمة المغربية إذا تدخلت، فتدخلها لا يتجاوز الخطاب. وهي لا تمول الانقلابات ولا تنظم حركات إرهابية لإسقاط الانظمة.
وكم يضحكني اتهامنا بالحسد.
أن يتهمنا سويسري أو أمريكي أو حتى هندي بالحسد، فقد أسمعه. لكن بم تجاوز العربي الخليجي، العربي المغربي، وكلاهما يرزح تحت الاستبداد والفساد؟
هل بالأكل أكل الأنعام، يمكن لمن يحترم نفسه أن يعتقد أنه محسود؟
هب ذلك صحيحا، لكن أجدادنا كانوا جميعا في الهم سواء، والبترول لا يدوم. فلم الصلف؟
فهذا الكلام الصبياني في وصف العلاقات العربية، من مهازل دهر العرب الذين يرون كل الشعوب من حولهم تسعى للعلى وهم ينكصون للتفاخر بالرماد؟
لكن وكل الأنوف راغمة مشرقها ومغربها، لم يعد بالوسع الفصل بين هموم جناحي الوطن: وإذا كان للثورة المضادة فضل، فهو كونها أول من فهم ذلك ولو سلبا.
أدركت أن عطسة التونسي معدية، فجنت الأنظمة المستبدة والفاسدة خوفا من قفزة نوعية في وعي الشعوب، لن تتوقف حتى تحررهم كلهم من الاستبداد والفساد.
أحيانا اكظم غيضي وأقول لعل في ذلك كل الخير: فلعله بداية لإحياء الاستعارة البايولوجية القائلة إن الأمة كالجسد، حمى العضو يشتكي منها الكل.
ولا يهم إن كانت الشكوى صبيانية في البداية، أو حتى عدوانية، فهي في النهاية ستصل إلى أن الجميع سيدرك وحدة المصير ولو بعد حين.
سأواصل التدخل.
الكتيب