لما كنت في ماليزيا وخلال حرب العراق بين 2003 و2005 كتبت عدة مقالات حول استراتيجية المقاومة ونوع تسليحها في حروب المطاولة التي هي الجواب الوحيد للتغلب على الفارق الكيفي في التسلح الحديث الذي لم تكن الامة قادرة على المنافسة فيه بمنطقه.
لم أكن أعلم أن علماء تركيا شرعوا بعد في حل المشكل بما يعتمد على تغير منطقه.
واعتقد أن حدسي كان قريبا من الحل الذي توصلوا إليه لوحدة الغاية.
ذكرت حينها حلين لحرب البر ولحرب الجو اللذين كانا أداة انتصار أمريكا في العراق.
وكانت مقترحاتي معتمدة على تغيير منطق التسلح بتغيير طبيعة التأثير المنسوب إليه في المناجزة بالتأثير المنسوب إليه في المطاولة.
ففي مجال البر اعتبرت الدراجة النارية أقوى من الدبابة لأنها أسرع وأقل كلفة.
ويمكن بالسلاح الخفيف ضد الدبابات والطائرات أن تكون أكثر فائدة في الحرب لأن سعر دبابة واحدة يمكن من صنع ألف دراجة نارية على الأقل فيضاعف القوة بتغيير طبيعة تأثيرها.
وليس عندنا مشكل ديموغرافي.
أما في مجال الجو فإن الدرون لم يكن حينها معروفا حتى في الأمور المدنية ناهيك عنه في الامور العسكرية.
فقارنت بين طائرات التدريب العادية والطائرات الحربية المطورة.
ووصلت إلى نفس النتيجة من حيث الفاعلية والكلفة بالمقارنة مع علاقة الدراجة النارية بالدبابة في حرب البر.
فيمكن بكلفة طائرة حربية صنع ألف طائرة تدريب. وما تحمله من تسليح إذا ضربناه في ألف أو حتى في نصف الالف يجعلها أقوى من الطائرات الحربية الأكثر كفاءة حربية.
ولما كانت خفيفة وبسيطة فيمكن أن تطير قريبا من الأرض فلا تستطيع الرادارات رصدها.
ويكفي أن يصل عشرها إلى الهدف مهما كان هامشيا حتى تكون لها فاعلية أكبر من فاعلية الطائرة الحربية المتطورة.
لأن مائة طائرة من هذا النوع إن وصلت إلى مواقع مختلفة يكون أثرها على معنويات العدو أقوى بكثير من ضربة واحدة مهما كانت قوتها التدميرية لقوته المادية يسيرة التعويض.
وإذا صح ما عرض من “الدرون الانتحاري” وهو أقل كلفة من الدرون الحربي الحالي وتم تصنيعه فعلا في تركيا فالفكرة تشبه ما تخيلته مع الاستغناء عن العودة لأن الدرون المبرمج لضرب اهداف محددة سلفا يكون هو نفسه السلاح وليس حاملا لسلاح.
واعتقد أنه لو استعمل مع ما حصل من تقدم تقني يبرمجها فإن يغني عن الطائرات وعن الدرون الحالي فإن الحرب ستصبح لصالح من يبدو أضعف لأنه يمكن أن يجند هذه الآلات قليفة الكلفة فيربح ويقلل من كم التضحيات البشرية.
فيغلب العدو الذي يبدو أقوى منه.
ولا بد هنا من التذكير بما سبق فتكلمت عليه بخصوص اسرار الانتصارات العربية في بداية الفتح.
فالجمع بين نوعي الحرب حرب المطاولة بالكر والفر وحرب المناجزة بالصفوف وهما سر قوة خالد ابن الوليد لم يكن بالوسع استعماله لولا نفس العامل الذي أتلكم عليه الآن: الانتقال من فاعلية الفارق المادي إلى فاعلية الفارق المعنوي.
ففاعلية الفارق المادي كانت حينها تعتمد على العدد وعلى التسليح كما هي الآن وفيهما كان المسلمون دون أعدائهم في كل المعارك التي خاضوها. فتكمنوا من حل المشكل بأن بنوعي الحرب وخاصة وهذا هو وجه الشبه بخفة التسليح والجهيز.
فالخيل أخف من الفيلة مثلا وأكثر سرعة وأقل حاجة للغذاء والتسليح الخفيف للمجاهد ييسر حركته. وقلة العدد تيسر الكر والفر.
فعندما يشيع الخوف في جيش كثير عديده يعسر إعادة النظام إليه وتعم الفوضى فيتداوس الجيش ويصبح من السهل القضاء عليه بمعى أن استعادة نظامه شبه مستحيلة.
لكن الجيش الذي يقل عديده مع توزيع إلى نوعي القتال من يحارب بالصفوف ومن يحارب بالكر والفر فإن الصف سرعان ما يستعاد بمجرد أن يتدخل النوع الثاني بصورة مفاجئة فيفقد الجيش كثير العدد توازنه وتعمه الفوضى.
وفي حالتنا يمكن القول إن العدد عندنا أكثر لكنه في الكر والفر وليس في الصفوف لأن المقاومة تحارب حرب المطاولة وليس حرب المناجزة.
والمتدخل من الجيش التركي أقل عددا من جيش النظام ومليشيات إيران وسلاح روسيا.
لكنه بفضل النوع الثاني من حرب المطاولة فإنه عند استعمال المناجزة يكون هو الأقوى بما وصفنا من تسليح قليل الكلفة وعظيم الفاعلية.
فإذا أضفنا أمرين يخلو منهما العدو وهما أن الجندي المسلم يدافع عن أرضه وعرضه وأنه مؤمن بان النصر من الله فإنه بالأول يستميت من أجل شرفه وبالثاني يكون مجاهدا ويؤمن بأن الأقدار بيد الله فلا ييأس من النصر لعلمه أنه صبر ساعة وكما قال جوته في كلامه على هذا المعنى أن المسلم لا ينهزم في الحرب لإيمانه بالقضاء والقدر.
لم أتكلم حينها عن حرب البحر لأن العراق لم يكن لها هذه الإمكانية لكني أعتقد أني لو فكرت في الأمر لكان نفس الحل.
إنه تعويض الكيف بالكم مع نوع ثان من الكيف. فالكيف في السلاح المتطور هو فاعليته التدميرية ماديا.
وقد استبدلته بالكيف في السلاح البسيط بفاعليته التدميرية على معنويات العدو.
وهذا هو المنطق الجديد الذي أقصده بتغيير منطق التسليح من التأثير في ماديات العدو إلى التأثير في معنوياته.
وفي ذلك قلب لمنطق القوة العسكرية والحروب الذي عرضه كلاوسفيتز بمنطق القوة والعسكرية والحروب الذي عرضه ابن خلدون: فالهزيمة المعنوية مقدمة وهي التي تعد للهزيمة المادية.
ومعنى ذلك أن المراحل ليس تهديم الجيش ثم افتكاك مصادر قوته التي يمكن أن يستعيد بها قوته المادية ثم ضرب معنوياته.
البدء بهذه الأخيرة والختم بتلك الأولى.
فأكون قد حققت ما كيفه أفضل من كيف الفارق الذي يتميز به سلاح العدو. ذلك أن العتاد قابل للتعويض لكن المعنويات إذا فقدت فالعدو يكون قد خسر الحرب. واعتقد أن تركيا حاليا تستعمل هذا المبدأ.
فالدرون التركية دون الطيران الروسي فاعلية تدميرية ماديا لكنها معنويا أقوى بكثير لتجنبها الرصد.
إذا طبقنا هذا المبدأ في حرب البحر يكون الحل شبيها بما تطبقه إيران حاليا في الخليج وفي بحر العرب وحتى في البحر الأحمر.
وطبعا لما كان حكام العرب وجيوشهم الحالية يقودها حمقى فإنهم لم يقرأوا ما كتب ابن خلدون وتصوروا نظرية كلاوسفيتز أفضل ولما كانوا مهزومين معنويا فإنهم نسوا تاريخ الفتوحات ولم يروا ما تفعل إيران وظلوا يتكلمون على تحقيق نفس الكيف مع العلم أن ذلك مستحيل حاليا وخاصة بسبب تخلف منظومات التعليم والبحث العلمي عندهم.
الكيف البديل الذي اشرت إليه في الحروب الثلاثة البرية والجوية والبحرية لا يقتضي تقدما كبيرا في التكنولوجيا بل المقدار الحالي عندنا كاف فيه وزيادة وهو يحقق استبدال الكيف المؤثر على المادة بالكيف المؤثر على المعنويات مع قلة الكلفة في المال والرجال.
يوجد نوعا حرب من التاريخ المديد.
فما لدينا حاليا كاف ولو كان لنا عشره في بداية حروب الاستعمار علينا لما تحقق له ما يريد.
إنهما حرب التنمية العلمية التقنية والتربية الثقافية الاقتصادية.
وهما يشترطان أمرين هما ما يحول دونه سايكس بيكو الأولى ومشروع الثانية.
فتفتيت دار الإسلام يجعل كل محمية منه عاجزة عنهما والحرب الاهلية الناتجة عن التفتيت تعيد الأمة إلى الجاهلية والبداوة بسبب العرقيات والطائفيات.
ولذلك خصصت جل كتاباتي لما سميته مسألة الأحياز: أي وحدة جغرافية الإسلام شرط التنمية المادية ووحدة تاريخ الإسلام شرط التنمية الروحية.
ومن دون الاولى تبقى الأمة متسولة اقتصاديا ومن دون الثانية تبقى الامة مستولة معرفيا وتقنيا.
ولا يمكن من تحقيق الشرطين إلا بالاستئناف الإسلامي.
ولما رأيت اردوغان وسلفه في نفس الحركة التي جعلت تركيا تستعيد ذاتها وتتحرر من خرافة الانضمام إلى أوروبا ورأيت العكس عن القيادات العربية التي تريد بغباء لا نظير له اعادة تجربة كمال أتاتورك -وتونس كان سباقة في هذا الحمق- فهمت أنه علي أن انحاز إلى تركيا رغم أني عربي أب على جد قح.
فعندي أن العروبة عزيزة لكنها تصبح ذليلة من دون الإسلام كما كانت قبله بعضها تابع لفارس وبعضها تابع لبيزنطة وبعضها مهمل خارج التاريخ في شبه حرب أهلية دائمة على الماء والكلاء والنساء والفخر المرضي الذي لا يزال عين ما تعاني منه الأعراب من الأدواء.
لذلك انحزت لمن يخدم أمة الإسلام ولا أهتم بقوميته.
والفرق بين تركيا وإيران بين لكل من كان ذا ضمير وعقل: ففي كل تاريخ الإسلام كانت هذه مع اعدائه دائما وكانت تلك معه دائما. وقد يكون سبب ذلك أن الأتراك صار لهم دور كوني بفضله والفرس فقدوا به دورهم الكوني الذي كان لهم قبله.
ففضلوا العودة إلى دورهم الكوني الجاهلي على تجاوزهم للبربرية التي كانوا عليها وعبادة العباد بدل عبادة رب العباد.
فحاولوا تخريب الإسلام من الداخل بخدعة آل البيت التي ظاهرها آل بيت الرسول وباطنها آل بيت الأكاسرة.
لما كنت طالبا في باريس لم أكن أفخر بعروبتي بل بإسلامي لأن رجالات الأمة كانوا على الأقل من خمسة أقوام كلهم كانوا مجاهدي الإسلام -العرب والترك وبينهما الكرد والأمازيغ ومسلمو افريقيا ما وراء الصحراء الذين كانوا في امبراطورية المغرب الاقصى خاصة إذ هم حموا الاندلس نصف عمرها الثاني.
وكان هذا الفخر بهم غير مقصور على السياسة بل في العلوم العقلية والعلوم الشرعية.
وكنت دائما شديد الاعتزاز بأبطال الفتح من العرب والأتراك والكرد والأمازيغ والافارقة وكذلك من أبطال العلم والفلسفة.
ولعل أبرزهم في المعرفة ابن تيمية وهو كردي وصلاح الدين وهو كردي لأنهما حررا الأمة.
فصلاح الدين حرر الأمة عسكريا وسياسيا من أكبر داءين وعدويين: من الباطنية بالقضاء على دولتهم حليفة الصليبية ومن الصليبية بتحرير القدس. والثاني حرر الأمة فلسفيا وجهاديا.
فهو أول من أنهى اسطورة الفلسفة اليونانية وهو أول من جمع بين الاجتهاد الفلسفي والجهاد التحريري وأول مثقف عضوي بالمعنى الحديث.
وليس بالصدفة أني قد خصصت رسالتي في الدكتوراه لدراسة نموذجين من الفكر الفلسفي في حضارتنا ابن خلدون نموذجا للفلسفة العملية وابن تيمية نموذجا للفلسفة النظرية وأني ترجمت عن الألمانية كتاب كارل يوسف كوشل حول الأديان من التنازع إلى التنافس حول رواية لسنج وموضوعها صلاح الدين الأيوبي.
وهي الرواية التي يمكن اعتبارها في نفس الحين اعترافا بعظمة صلاح الدين لتمثيله أخلاق الفروسية الإسلامية وبما يصل الثقافة الإسلامية بالثقافة الالمانية في بداية تأسيس ألمانيا الحديثة التي كان مؤسسها يعتبر نفسه “هارون الرشيد” الألماني محاكاة لسرعة النهوض العربي الذي يريد تحقيقه.
وأخيرا فإن هزيمة الحرب العالمية الأولى للخلافة وألمانيا معا كانت من علامات التوافق العميق بين الحضارية الإسلامية عند الأتراك والمسيحية عند الألمان لأنهما شعبان لا يعرفان نفسيهما بالعرقية لئلا يفقدا دورهما الكوني بل بالنظام الروحي المتعالي بدليل مساعدة ألمانيا تركيا في التحديث.
ومهما بدا من عداوة ألمانية حاليا إزاء تركيا فإن ذلك لن يدوم. كانت ألمانيا قبل خروج بريطانيا من المجموعة الأوروبية مستسلمة لمصيرها بعد الحرب الثانية.
لكن تغول فرنسا وامتلاكها وحدها للسلاح النووي في أوروبا الغربية لن تقبل به ألمانيا بعد هذا الخروج.
فهي ستبدأ مراجعة موقفها في أوروبا فهي الأولى في كل الصعد لكنها تابعة.
ولا بد من تغير الموقف وقريبا جدا.
ومهما كانت تابعة لإسرائيل-الابتزاز الصهيوني بالمحرقة-ولأمريكا فإن الأمن القومي لألمانيا يتحدد في أوروبا وفي اقليمنا ومن ثم فموقفها من روسيا وتركيا أساسي. وهذا ما ينبغي أن يتعامل معه اقليمنا لأن ألمان يفهمون جيدا أن سيطرة إيران وإسرائيل على الإقليم مع سيطرة روسيا سيجعلها مطلقة التبيعة في الطاقة والأمن. وإذن فلا بد من أن تحول دون ذلك فتصبح معنا وإن بغير قصد.
وهذه المرة سيكون الحلف مع تركيا موضوعيا لأن ألمانيا كما حصل ذلك قبل الحرب العالمية الأولى ليس لها مستعمرات مثل فرنسا تريد العودة إليها بل هي مثلنا أميل إلى سلام دائم حول الأبيض المتوسط مع تحرر من الخطرين بين المغولين مغول الشرق (روسيا) ومغول الغرب أمريكا وذراعيهما إيران وإسرائيل وتوابعهم من العملاء في الاقليم الفاقدين للطموح التاريخ والشرف الإسلامي.
ونصل الآن إلى مجال الحرب الثاني: تكلمنا على الاستراتيجية البديلة للتغلب على السبق الكيفي التي يستمدها السلاح من فاعلية التأثير المادي بالسبق الكيفي التي يستمدها السلاح من فاعلية التأثير المعنوي وذلك بالتحكم في الأحياز الخارجية الخمسة أي المكان والزمان والثروة والتراث وما يوحدها.
فسايكس بيكو الأولى فتت المكان وشتت الزمان فحالت دون فاعلية الثروة بإحالة التنمية وحالة دون فاعلية التراث بإحالة الوحدة المتعالية ولم يبق لها إلا الحرب على العامل الموحد أي الإسلام فأتت بما قبله (الصفوية والصهيونية) وبما بعده القومية والعلمانية لإغراق الإقليم في حرب أهلية دائمة.
وما مشروع سايكس بيكو الثانية والصفقة الكبرى إلا لاستكمال سايكس بيكو الأولى ووعد بلفور بالمزيد من تفتيت المكان وتشتيت الزمان وحائل التنمية المادية وحائل التنمية الروحية والقضاء على حضارة الإسلام بإعادة الإقليم إلى سابق عهده قبله: مغزى الفوضى الخلاقة.
لكن الثورة وتركيا غيرتا قواعد لعبة الاستراتيجيا بالصورة التي وصفت.
المعركة لم تبق في الأحياز الخارجية التي فرضتها سايكس بيكو الأولى حتى من منظور الثورة المضادة التي تريد المحافظة عليها بل هي صارت في ما يصلها قبلها أعني في احياز باطن الإنسان المسلم: وقع الغرب وأداتاه -إيران وإسرائيل وعملائهما من أهل الإقليم في خطأ هو علة هذه النقلة النوعية.
فقد توهموا أنهم وصلوا إلى ما يعتبره كلاوس فيتز آخر مراحل الانتصار في الحرب أعني ضرب سر القوة الروحية للجماعة المستهدفة لمنع المقاومة بعد هزيمة الجيش واحتلال مصادر اعادة بنائه.
ظنوا أنهم حققوا الأوليين ولم يبق إلى ضرب الإسلام.
فإذا به يعيد ما كادت الأمة تفقده: عودة وحدة الأحياز.
من مكر الله الخير أن مشروع سايكس بيكو الثانية وصفقة القرن أعادتا بفضل الثورة ومعافاة تركيا إلى ما قبل سايكس بيكو الأولى ووعد بلفور بمعنى أن المعركة لم تعد تعترف بالحدود التي فرضتها الاولى على جغرافية الاقليم إذ صارت الثورة عامة والثورة المضادة ردت أيضا بصورة عامة خارج الحدود.
ولما كنا في عصر لم يعد من الضروري للتواصل أن يحصل في أرض الواقع بل يكفي أن يحصل في الفضاء الافتراضي فإن السيطرة على المكان والزمان صارت في متناول أي قوة لها هذا الطموح فيصبح بالوسع تحقيق شروط التواصل المؤثر عن بعد فيحيي ما في باطن الافراد والشعوب ما يحقق شروط الصمود الروحي.
وهذا العامل هو الذي يجعل الثورة في الإقليم ومعافاة تركيا تعيدان عقارب الساعة إلى ما لم يقرأ له الأعداء حسابا بل أكثر من ذلك فما حاولا تشويه الإسلام به أعني تشويه الجهاد بخلق داعش صار بخلاف ما توهموا أداة تهديم للحدود التي فرضتها سايكس بيكو الأولى وعجل في إزالتها بالنسبة إلينا.
وحتى لو لم تكن قيادات تركيا على وعي بهذه المعاني التي استخرجها من نظرية الاحياز بصنفيها خارج كيان الفرد وفي كيانه فإن سلوكهم يفيد بأن سياستهم تعمل بها ولو بغير وعي: ولولا ذلك لما حصل امران.
مساندة الثورة والثوار ومحاولة استرداد دورها السابق عن الحرب الاولى في المتوسط: ليبيا
لم يبق إلا أن نجعل ما حاولت شرحه في الاستراتيجيا الحربية والسياسية خطة نعمل بها على وعي وعلم حتى نكون قد حققنا شروط النصر: لما هزمنا كنا عاجزين عن كل ما بينت هنا.
اليوم فارق الفاعلية المادية الذي لصالح العدو بوسعنا تعويضه بفارق الفاعلية المعنوية الذي هو لصالحنا: النصر بات قريبا ويقتضي صبر الساعة الاخيرة.