لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله ازمة الفكر الاسلامي السني
المسألة المبدئية التي ينبغي حسمها هي: كيف آل التحريف بالفكر الإسلامي عامة والسني خاصة والأشعري بصورة أخص إلى أن يصبح عكس حقيقته بسبب إجهاض ثورتي هذا الفكر خلال أهم مفصلين من مفاصل تكوينيته النظرية؟ فقد كانت هاتان الثورتان واعدتين:
فكريا: التحرر من الميتافيزيقا المنحطة التي ورثها الفكر الإسلامي من العهد الهلنسي والكلام المسيحي اليهودي الشرقي.
وعقديا: العودة إلى الموقف السلفي الثوري الذي يبقى على العقائد في نصها وطابعها العفوي والفطري دون تشقيق كلامي ليفرغ إلى تحقيق شروط الاستخلاف في الكون أعني تحقيق قيم القرآن النظرية والعملية في التاريخ الفعلي.
وقد تعلق التحريف المجهض بثورتي الأشعرية التاليتين خاصة بوصفهما بؤرة كل الفكر الإسلامي الذي يتبع التيار السني الغالب أو يعارضه بكل تقازيح القوس الفرقية:
الثورة على الفكر الاعتزالي في المسائل العقدية عامة وفي مسألة أفعال العباد خاصة (الأشعري هو الرمز)؟
الثورة على الفكر الفلسفي في المسائل الميتافيزيقية عامة وفي مسألة أفعال الطبائع خاصة (الغزالي هو الرمز)؟