لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله إعادة البناء لشروط الاستعمار في الأرض بقيم الاستخلاف
القسم الثاني/الفصل الخامس
والآن وقد فرغت من بيان أثر الفتنتين على الإسلام أو السنة وموقف رد الفعل والانكماش الذي يغلق الانفتاح القرآني على كل جهد انساني لتحقيق شروط الاستعمار في الارض والاستخلاف فيها علما وعملا على علم والاكتفاء بتشويه المرجعية ومطالبتها بعكس حقيقتها فلنبدأ في الكلام على العلوم المساعدة.
فإذا كان القرآن يعرف الإنسان بمهمتيه اللتين هما عين كيانه -الاستعمار في الأرض لامتحان اهليته للاستخلاف-وكان الله قد جهزه بما يحقق به هذين الدورين فكيف لأمة أن تنجح إذا هي كما قال ابن خلدون قتلتهما في أبنائها منذ نعومة أظافرهم في تربيتهم ثم في حكمهم كهولا وشيوخا بتحريف المرجعية؟
ولما كنت المرجعية تصف نفسها بكونها التذكير الأخير والرسالة الخاتمة فلا يد أن يتحقق فيها شرطان:
فالأخير ينبغي ألا يبقي لما بعد ممكن ومن ثم فينبغي أن يكون الأتم في جنسه.
والخاتم إذا لم يكن خاتما للحياة وكانت الحياة دائمة التطور فلا بد أن يتضمن شروط هذا التطور مقوما لمضمون رسالته.