إرهاب إيران – كاد المريب يقول خذوني

– كاد المريب يقول خذوني –



لتحميل المقال أو قراءته في صيغة و-ن-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص



تمهيد :

لم يخطيء مارلو بونتي عندما قال إن ماكيافال ليس ماكيافيليا إذ لو كانه لما بين الحيل الماكيافيلية.
ومعنى ذلك أنه يعتقد أن ماكيافال اراد أن ينبه الناس إلى الحيل التي يستعملها الساسة من اجل الغايات المافيوزية في الحكم لعلهم يحذرون.
لكن الكثير من الشعوب تغفل عن ذلك فتصبح حربا على ذاتها لفرط تصديقها خطاب الأعداء الذين يسقطون عليها صفاتهم فيصبحون مصدقين كل ما يقال فيهم ويشرعون في التهديم الذاتي.

خطط ذراعي الاستعمار الغربي

تكاد الأمة أن تقع في هذا المطب إذ أصبحت الأنظمة والمليشيات التي تستخدمها إيران وإسرائيل تركز على القيام بكل الشنائع ونسبتها إلى السنة والإسلام حتى تحقق الهدفين المعلومين :
الأول هو استعادة إمبراطورية الفرس التي يتصورون الإسلام قد هدمها لأنهم يريدون العودة إلى العنصرية وعبادة العباد للعباد.
الثاني هو استعادة امبراطورية داود التي يتصور الصهاينة أنها أرضهم الموعودة من النيل إلى الفرات وشرطها مثل شرط الأولى القضاء على دول الإقليم السنية.

والغرب الذي يستعمل الذراعين والعملاء منا بعد أن صار عاجزا عن الاستعمار المباشر تبين الآن أنه لا يخادعنا نحن فحسب بل يخادع شعوبه بعد أن أدركت أن علل الأدواء كلها سببها مافياته التي تريد حكم العالم بالنار والحديد دون احترام لحقوقها وحرياتها وكرامتها.
تلك هي الوضعية التي يراد إخفاؤها عندما يتكلمون على الإرهاب بوصفه من خصائص المسلمين في حين أنهم هم ضحاياه وإذن فمحاولة أسقاط صفات الإرهابيين والتكفيريين عليهم لم تعد تنطلي على أحد :
وهذا هو موضوع المحاولة.

فمجرد تركيز إيران ومليشياتها على توجيه تهمة الإرهاب للسعودية وتركيا وقطر وللسنة عامة دليل قاطع من جنس كاد المريب يقول خذوني لعلتين :
1-فالإرهاب لا يتعرض لإيران واصدقائها في العالم كله لكأنها محمية بحروز السحرة.
2-والإرهاب لا يتعرض إلا للسنة ومن يراد أن تحرضهم إيران وعملاؤها عليهم لتهديم دولهم.

مرحلتا الارهاب المخابراتي

كان الإرهاب المخابراتي يهدف في البداية إلى حيلة هيكل بوضع العالم أمام هذا الخيار”اختاروا بيني وبين الإرهاب” لقتل الثورة:
ذلك ما عبر عنه اعلاميو ما يسمى بمحور الممانعة:
التركيز على ضرب الجيش الحر لا داعش حتى يضطر العالم لاختيار النظام بدلا من داعش.

لكن الخطة فشلت.
صحيح أنها نجحت مرة في نهاية القرن الماضي في الجزائر.
لكنها فشلت في مصر لأن المقاومة ما تزال سلمية.
وفشلت في سوريا لأن المقاومة صمدت فتم الاعتراف بها أو على الاقل بالجيش الحر مقاوما فجاء البديل.

واتهام السعودية وتركيا وقطر بالإرهاب مهما بلغت البروباجندا لن ينجح إذا علموا كيف يناورون إذ لا بد من رد الكيد بمثله وأكثر:
بدأت الحملة بإيران ومليشياتها ولوبياتها.
لكن الأدهى أنها تسيطر على إعلام الخليج نفسه وحتى السعودي فيحارب بلاده بدعوى التنوير العلماني والليبرالي.
وانضم الى الجوقة أخيرا أوباما -طبعا بأمر من اللوبي الذي أوصله للرئاسة-.
وهو يغطي على عمالته بكلمة حق يراد بها الباطل:
فلا أحد ينكر أن السعودية والخليج بحاجة إلى الإصلاح في حقوق الإنسان.
ونحن أولى الناس بقول ذلك:
فهم قد مولوا الثورة المضادة والانقلاب المصري فأغرقوا الإقليم في الفوضى وغرقوا معه.
لكن أوباما منافق لأنه لو كان صادقا في الدعوة إلى الإصلاح لبدأ بإيران فحالها أسوأ بكثير في حقوق الإنسان وحتى في المسألتين اللتين يركبهما :
المرأة والحريات.

وينبغي أن نعترف بأن السنة هي نفسها تتهم ذاتها بغباء لا نظير له :
فهي بالموقف الدفاعي الذي تقفه كلما حدث حادث في أوروبا تتهم المسلمين والإسلام بمرض عالمي هي ضحيته وليست سببه.
ذلك أننا لو طبقنا هذا النوع من الحكم الذي يتهم الأديان والدول الإسلامية على غيرهم لكانت كل الأديان وكل الدول مسؤولة عما يجري:
فالأحمر والأصفر والأبيض والأسود كلهم مسهمون في رد فعل يوصف بالإرهاب على أصل الإرهاب العالمي .

والإرهاب الذي يحكم به الغرب العالم مجاني لأن البلاد المحتلة والمستباحة هي بلاد المسلمين لا بلاد الغرب الحاكم للعالم بالإرهاب.
ومهما قيل فإن المسلمين هم أقل الناس لجوءا لما يسمى بالإرهاب.

فيم يتمثل الإرهاب الغربي عامة والأمريكي خاصة

فيوميا أمريكا ترهب المسلمين بل وكل العالم في عقر دارهم بدروناتها وبأساطيلها وبقواعدها وباستغلال ثروات المسلمين واستبحاحة أرضهم وحتى عرضهم وإضعاف دولهم.
فمن يضعف الدول ليستعبد شعبها ويستغل ثرواتها يجعلها عاجزة عن حفظ الأمن في الداخل فضلا عن حراسة الخارج.
كيف لم يفهم الغرب أن إضعافه الدول من أسباب فقدان الأمن في العالم.
وإضعاف الدول اقتصاديا وأمنيا لابتزازها وتركيعها يؤدي إلى تعجيزها فلا تتمكن من علاج أسباب الغضب والنقمة ومرارة الظلم فيجند هو شبابهم لخدمة مؤامراته.
وقد حدث في فرنسا مرتين أن كانت العمليات بسبب انتقام شخصي وفردي:
فالعمليات قام بها عميل مخابراتها.
استعملوه في عملهم القذر ثم رموه فانتقم منهم
ولعل ما يجري حاليا من نفس الجنس انتقام شخصي.

وأخيرا:
كيف يعتقد الغرب في عالم معولم يظهر فيه ترفه وثراءه بثروات الشعوب المستعمرة وينتظر من شبابها أن يقبل بالمهانة والذل والجوع والمرض؟

في حوار أخير أشرفت عليه منظمة تدعي التقريب بين الفرقاء في العالم الإسلامي سألت ممثلة الدولة التي تمول وزارتها للخارجية اللقاء:
ما مصدر ثروة سويسرا؟
أليست “بيت مال المجرمين”؟
ومثلها اللوكسمبور
فهما مصب كل الأموال المسروقة من العالم الجائع أعني ما هربه حكامها الذين تحميهم أمريكا وأوروبا وأذرعهما في الإقليم
فعن أي أخلاق تتكلمون؟

وكنت طلبت من “البنود” في تعليقي على تقريرها حول الوطن العربي (عقد في اسبانيا) أن تطالب الأمم المتحدة بوضع قانون يجبر البنوك الغربية على رد ثورات الشعوب الفقيرة التي سرقها الحكام الذين نصبوهم علينا.
أرجعوا هذه الأموال المسروقة ولن يحتاج شبابنا لهذا النوع من الهجرة طلبا للرزق الذي حرموا منه بسبب هذا التهريب العلني.
لو تم ذلك لقل الفقر والجوع والمرض الذي يؤدي إلى الكفر بكل القيم وإلى نزعة التهديم رد فعل اليأس وليس حبا في العنف.
تفعلون كل ما تستطيعون لدفع الناس إلى اليأس إلى حد الجنون بل وتجندون الشباب لعملياتكم القذرة وتهدمون كل دولة تريد أن تكون سيدة وتركعون كل من يريد أن يعيش بكرامة وحرية ثم تعجبون من أن يرد كيدكم عليكم؟

علل الإرهاب وعولمته

كل شيء بات في العالم الذي ضاق مكشوفا فالمعمورة أصبحت قرية:
وكل حدث ينتشر انتشار النار في الهشيم.
لكنكم تبنون جدرانا حديدية لتعزلوا ثلاثة أرباع العالم عما تعيشوه من ترف قليل الحياء لأن سره سرقاتكم من ثرواتهم.
تظهرون ذلك بلا حياء لزيادة نقمة الشباب العالمية.

ثم إن ذلك لم يعد خارج حدودكم.
ففيها أيضا من المجوعين والناقمين من كرهتموهم في الحياة ودفعتموهم إلى اليأس بأنانيتكم وصلفكم اللذين بلغا حدا لا يقره شرع عقلي ولا شرع ديني.
تكفي جولة سريعة في أحواز مدنكم أو في الاقطار التي تسعتعمرونها وترمون بقاذوراتكم فيها بما في ذلك نفاياتكم النووية.

وكل من يدعوكم إلى التعقل والحكمة أو ينبهكم إلى العلل الحقيقية تضاعفون احتقاره فتحاربون ثقافتة ودينه وتتهمونه بتبييض الإرهاب الذي أنتم أسبابه.
وإذا لم تفعلوا يتكفل عملاؤكم بأكثر منه:
فهم أشد نقمة على الشعوب منكم لعلهم ينالوا رضاكم فتعتبرونهم جديرين بأن يأكلوا من فضلات موائدكم.

والقانون الدولي لا ينطبق إلاعلى الضعفاء.
حقوق الإنسان جعلتموها مجرد وسيلة لمحاربة من لا يقبل العمالة
وتستخدمون كل مجرمي العالم لحكم الشعوب الضعيفة.
أف لكم.

الإرهابيون هم أنتم بدفعكم ثلاثة أرباع البشرية إلى اليأس والنقمة.
فكل حر وكريم يفضل الموت على العبودية التي تريدون إخضاع الجميع لها بأنانيتكم.

ولنترك الغرب وخططه لاستبباع الناس بعد استضعافهم واستنزافهم.
فذلك من جوهر فكره الذي يعد ارهاب الأدوات البدائية لعبة أطفال بالقياس إلى ما اختلقه من ارهاب شيطاني.
القنابل النووية والنووي المنضب.
واستعماله ليس بالضرورة مقصورا على المستضعفين.

فحتى في ما بينكم:
فما قتل في خنادق الحرب العالمية الأولى وفي جبهات الحرب الثانية مئات الملايين لتتنافسوا على تقاسم المستعمرات.
وهو إرهاب بطر المتكبرين وليس رد فعل يأس الجائعين.
فحتى نحن الذين لا ناقة لنا ولا جمل مات من أهلنا الكثير في حربكم الثانية التي هي إرهاب في إرهاب مجابي.
أنا نفسي اجبر والدي على الخدمة في الحرب الأولى وقتلت اختي وخالي وابن عمتي في الثانية.
وكل ذلك إرهاب أمريكي والماني ونحن لم نخرج من ضيعتنا.
والسيدة التي بكت لما رأت ما حدث في بلجيكا لعلها لم تسمع بتآمر زميلتها في نفس وظيفتها على المصريين ومشاركتها في قتل ما ينيف على اربعة آلاف وقولتها الشهيرة لتأبيد الاستتباع بمنع عودة قوة المسلمين.
ومئات الآلاف الذين قتلوا في سوريا والكيماوي الذي قتل ألف طفل والمليشيات الشيعية والكردية وحتى الكورية الشمالية في الشام من يحمي من يحميها ويمنع تمكين المقاومة من الصمود أمامها؟

العلاج العالمي الضروري

المبدأ العام الذي تفرضه العولمة:
إذا كانت الإنسانية نوع واحد وكانت في قرية فإن ما يمس زيد سيمس عمر.
فما يسمونه الإرهاب كالانفلوزا إذا حصل عم.
فمثلما أن الانفلوزا لا تعالج إلا عالميا فكذلك أسباب العنف لا تعالج إلا عالميا:
لا يمكن أن يبقى زيد في أمن وأمان ويموت عمرو جوعا وظلما وقهرا بسبب جشع زيد.
لا بد من علاج دولي لأسباب المآل الحالي بين البشر:
فـ 1 من 14 من البشر (سكان الغرب نصف مليار) حائز على 4 من 5 من سلطان مجلس الأمن بسبب حق الفيتو الذي لهم.
هل هذا عدل؟
كيف يستقيم؟
بأي منطق؟
إسرائيل وهي 5 ملايين ساكن يعطونها من القوة ما يردع مليار مسلم لمنعهم من حماية مقدساتهم من إجرام ابنهم المدلل على حسابنا دون أن نعتدي على أحد ثم يتكلمون على حقوق الإنسان؟
والأدهى أنك تجد عملاء عرب للغرب وإسرائيل وإيران يدعون العلمانية والليبرالية باسم قيم مغشوشة وآخرون يدنسون اسم الحسين وشرف آل البيت ليخربوا الإسلام وحصانة الأمة.

سئمت نباح كلاب المليشيات الباطنية والصليبة والعلمانية والليبرالية والقومية وكل عملاء اذرع الغرب الإيرانية والصهيونية وهم أعداء الإنسانية.
فهذا السلوك لن يحقق السلم بين البشر بل هو سيدفع المعمورة إلى الهلاك:
فلا يمكن أن تسكت الغضب والنقمة عند من يجوع ويهان وتستباح أرضه وعرضه.
العنجهية والصلف في عصر لم يعد فيه أحد قادر على فرض إرادته مهما كان قويا على غيره إذا كان حرا يقتضي أن نعمل بمعيار الأخوة الآدمية القرآنية (النساء 1).

إذا كان العالم قد أصبح قرية فينبغي أن يحكم كدولة واحدة وأن يعمها العدل والمساواة والأخوة.
أما أن يستعبد القوي الضعيف فذلك لم يعد ممكنا.
وليعلم الجميع أن فردا حرا واحدا يمكن أن يجعل مدينة كبرى تخسر في يوم واحد ما يمكن ان يمكن غالب سكانها من العيش الكريم:
فمناخ عدم الأمن يمكن أن يعم المعمورة.
وما يخسره العالم في العراق لمحاربة داعش واحد في المائة منه يمكن أن يقضي عليها وعلى أمثالها لو أعادوا بناء العراق بالعدل ولم يمكنوا المجرمين واللصوص من رقاب العراقيين.
وهذا المناخ يعشيه العالم الثالث منذ ثلاثة قرون.
لا أمن ولا صحة ولا حياة كريمة بل هو مستبعد من المستعمر وعميل المستعمر الحاكم باسمه وعملائه:
مضخة تبعث بثروات الشعوب لسادتهم.

عندما تعلم أن جل الشعب اليمني جائع وأن طالح له ثروة بستين مليار دولار من أين جاءته؟
هل ورثها عن ابيه؟
هو محتل لشعبه بسبب حاجة أمريكا له؟
وقس عليه جل من يدافع عنهم هؤلاء الذين يدعون الليبرالية والعلمانية والقومية والمدنسين للحسين ممن يساندون من هم من جنس طالح وأشد عمالة ونذالة.

أما خيانة دراويش التصوف -حاشا الزهد السني لأن أصحابه كانوا قادة حرب التحرير- وأصحاب كلمات الحق بغاية الباطل في نقد المقاومة فأساسها خلط متعمد بينه وبين الاختراقات المخابراتية لتشويه الإسلام والمسلمين.
تقول لاي كلب من هذه المليشيات:
ألا ترى مضايا واليرموك والاطفال الذين يموتون جوعا فيهز كتفيه وثني شفته السفلى ويرد عليك
بأن ثورة الشعب السوري مؤامرة غربية ضد الممانعة.
ولما تبين له أن المؤامرة إن صح الكلام عليها فهي التي تبقي بشار وتأتي بحفتر وتنظم انقلاب السيسي وتمول الثورة المضادة وتجعله هو وأمثاله ابواقا لكل ذلك.
فيضحك منك وبنبزك بـكلمة السر”التخونج”.

مليشيات القلم والمنبر

وعندما تبحث عن مستوى هؤلاء التنويريين والحداثيين تجدهم من أدنى درجات العضاريت الذين يعيشون على موائد الأمراء قبليين كانوا أو عسكريين:
فهم من حريمهم.
أما الكثير من الدعاة الأفاقين ممن يزايدون على الشرعيات ويخدمون الانقلابات فهم أرذل خلق الله وأفسد من حملت الارض:
إنهم عبيد العبيد فما أحقرهم.

كم أشكر الثورة بعد الله.
فهي قد فضحت كل هؤلاء “الحركيين” (خونة ثورة الجزائر) الذي ينتظرون لفتة من الاستعمار عله يعترف لهم بوجه الشبه معه.
فنعيمهم أن يسمعوا أوروبيا يمدحهم بأنهم قد بلغوا رتبة من يرضى عنه بمقدار ما يرضيهم بسب الإسلام والإسلاميين الذين يسمونهم “متأسلمين” سياسيا.
ولا يدرون أن ذلك شرف كبير وأن الخزي والعار هو ما يقابلونه به أي انهم متغربون والغرب أكثر الناس احتقارا لهم خاصة وهم أميون جاهلون قشوريون.

وحتى لا نعمم
فالغرب فيه كثير من الأحرار وهم لا يحترمون إلا الأحرار من الشعوب الأخرى.
وفيه عبيد لا يتعاملون إلا مع العبيد.
والحر يقدر الحر.
فمنزلة صلاح الدين الأيوبي أسمى من كل عملاء الشرق للغرب.
الفرسان يحترمون بعضهم البعض.
ويحتقرون الخدم الذين من جنس المتباكين على اي حدث في الغرب والمصفقين لقتل نصف مليون سوري ومصري وليبي ويمني.
ولو أراد فرسان المقاومة الشريفة أن يعاملوا خونة الكرامة والحرية الإنسانيتين بما يستحقون لاستطاعوا محوهم في لمح البصر لكنهم أشداء على الكفار رحماء بينهم.

الخاتمة

لا يمكن ألا أحزن لقتل بريء أيا كان أصله وحتى موقفه من قضايانا لكني أنبه إلى أن هذا المناخ الدولي الذي يكتفي بتوجيه الاتهام للمسلمين ليس هو الحل.
فالحل أن نعامل الظاهرة معاملتنا لأي مرض معد ينتشر في العالم:
داء عام يعالج بعلاج علله الكلية التي تشمل لحظتنا الحضارية التي بنيت على القهر والظلم واحتقار الضعفاء.
العلاج الغربي الحالي اشبه بعلاج الأمراض النفسية في القرون الوسطى :
يتهم بعض المرضى بأن الشيطان قد تلبسهم فيحرقون بدل البحث عن علل المرض.

ومثلما تقدمت الإنسانية في علاج الأمراض النفسية ولم تعد تكتفي بالتفسير الخرافي فكذلك ينبغي أن ألا تكتفي بالتفسير الخرافي باتهام المسلمين والإسلام.
فالإسلام والمسلمون هم المعتدى عليهم وليسوا هم الإرهابيين.
وما يندس في صفوف مقاومتهم إما من صنع مخابرات أعدائهم أو من انتقام شخصي لبعض من أهين في سجون الغرب ومخابراته.

ذلك أن المسلمين ليسوا هم من يحتل ارض من يشكون من الإرهاب بل أرضهم هم هي التي احتلت بالإرهاب الصهيوني والمجوسي والغربي.
فانتزاع فلسطين من أهلها وتخريب العراق وسوريا واليمن وهلم جرا إن لم يكن ذلك إرهابا فما الإرهاب إذن؟
وهل محو حضارات كاملة من الوجود بسبب “حضارة” الغرب سلام ومحبة وتسامح؟

وختاما فإن هذا التفكير الذي يقلب المفاهيم والسلوك الذي يعتمد على إسقاط صفات المعتدى على المعتدى عليه لا يمكن إلا أن يؤول إلى الفوضى العالمية فيتعولم الدفاع الشرعي ما دام لم يسمع ويكتفى بتشويهه بدل إنصافه.

ويخطئ من يتصور المسلمين أقل ذكاء من إيران وإسرائيل فيقبلون دائما بأن ينظم أعداؤهم عمليات إرهابية بأيدي بعض المغرر بهم من شبابهم لينسبوها إليهم حتى يستعدوا عليهم من يساعدهم على احتلالهم.

لا بد أن يكال لأعداء الأمة بالصاع صاعين :
فلهم هم بدورهم أقليات وهم لا يقلون هشاشة عن دول السنة.
فإذا واصلوا فإن الحرب لن تتوقف وسيخسرونها حتما.

لذلك فقد أعذر من أنذر :
البشرية على أبواب فوضى كونية.
لن ينفع مواصلة تهديم الدول المستضعفة :
فهذا هو الذي سيزيد الطين بلة :
ستعم الفوضى.

فكلما تطورت الحضارة وتعقدت أصبح من العسير حمياتها بغير العدل والإنصاف والاحترام المتبادل.
ذلك أن أي مجموعة مهما كانت ضعيفة يمكن أن تعطل الدول.
خاصة وهذه الدول المسيطرة أصبحت هي صانعة الإرهاب إما بالقصد الأول أو بالقصد الثاني :
فبدلا من مساعدة الدول الفقيرة على النظام والأمن وشروط الحياة الكريمة بالتنمية المستدامة
هي تحاول أخضاعها وابتزازها فتفقرها وتجوعها فتجعلها مصدرة للإرهاب لأنها تكون قد صارت عاجزة عن الاستجابة لأدنى الحاجات.


– كاد المريب يقول خذوني –


يرجى تثبيت الخطوط
عمر HSN Omar والجماح ياقوت AL-Gemah-Yaqwt أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ومتقن الرافدين فن Motken AL-Rafidain Art وأميري Amiri
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/


نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي