أمة بلا سيادة عزلاء حكما ومقاومة في الحماية الرعاية



لتحميل المقال أو قراءته في ص-و-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص



1-من أراد أن يفهم قولة ابن خلدون حول ما ينتج عن تسليم الجماعة حمايتها إلى الحامية فلينظر ما في بلاد العرب منذ قرون وخاصة بعد الثورة.
2-فأول شيء هو أن السلطة السياسية مخيرة بين أمرين: إما أن تبقي الحامية ضعيفة وتحتمي بحام أجنبي أو تضطر لتقويتها فتفقد الحكم بانقلاب العسكر.
3-لكن في الحالتين يكون الشعب ليس محميا بل مستعمرا من قبل الحامية لأنه يصبح أعزل ويستبد العسكر والمخابرات وظيفتها حماية حكمه لا الوطن.
4-ولما يثور الشعب لوصوله إلى مرحلة لم يعد عنده ما يخاف عليه بعد فقده الشروط الدنيا للحياة الكريمة فإن الحامية تحاربه بلا هوادة ولا رحمة.
5-والحرب الأهلية الناتجة تنتهي إلى تهديم البلد خاصة واحتلاله من قبل حامي أحد الصفين أو تقاسمهما له إذا تعادلا: حدث ذلك في أوروبا بعد الحرب الثانية.
6-فأوروبا بعد الحرب العالمية الثانية خسرت مستعمراتها وصارت مستعمرة وتقاسهما العملاقان إلى أن انهار أحدهما فصارت مستعمرة للثاني وحده.
7-وما يجري عندنا حاليا لا يختلف كثيرا عما حدث لأوروبا: المشكل أن العرب -بخلاف الأوروبيين- لن يجدوا بين الصفين الخارجيين قريبا منهم عقديا.
8-فالصف المؤلف من روسيا وإيران هو الأعدى في الظاهر. لكنه ليس الأقوى لذلك فطغيانه لا يمكن أن يفهم من دون تواطؤ من الصف الغربي الاسرائيلي.
9-وقد يجد البعض في ذلك عذرا للحكام والنخب العميلة: ما العمل إذا كانت قوتا العالم ضدنا؟ والجواب خلدوني: القوى ضدنا لأننا قبلها ضد أنفسنا بحق.
10-فإذا كانت دولنا عديمة السيادة لأنها أجذاع نخل خاوية -ليست شرعية في نظر شعبها- وكانت مقاوماتنا من جنسها بل وأفسد لأنها تخوض معارك أمراء الحرب فكيف يحالفنا أحد؟
11-فأي قوة في العالم يمكن أن تحالف شعبا أنظمته ومقاومته تقدم الحرب بينها على الحرب على العدو . وقيادات المقاومة لحمقهم يخلطون بين التحرير والتبشير.
12-سئمت الكلام في بدهيات تحقيق شروط السيادة أعني وظائف الدولة حكما وتربية لتحقيق شروط الحماية في الداخل والخارج والرعاية تكوينا وتموينا. فنخبنا تتوهم عمل التاريخ يكون بلا علم لظنهم أنه لعب أطفال.
13-كل المحيطين بالأمة يخططون لعقود وينفذون بانتظام. وهم جميعا متربصون بتركة ليس لها ورثة جديرون بحمايتها ورعايتها ونحن نغط أنظمة ومقاومة في عمق النوم ولا نحمي إلا الكراسي الحاصلة (الأنظمة) التي نسعى إليها (المقاومات).
14-وحتى إذا ذهبت الغفوة فلفترة من جنس نار الهشيم. ثم يعود الجميع لما جربناه في الاندلس وفلسطين والأحواز والفليبين أي في كل ما ضاع من دار الإسلام لأننا لم نحفظ أخلاق الكرام بل سيطر عليها خلق اللئام.
15-أي نخب هذه؟ نخبة الإرادة نائمة. نخبة العلم هائمة .نخبة القدرة سارقة. نخبة الحياة تافهة. نخبة الوجود لاهية بمعركة الانحطاطين وكاريكاتوريها.
16-صحيح الصين واوروبا عاشتا نفس التجربة التي نعيش. لكنهما تداركتا شأنهما فتوحدت الصين وصارت قوة وأوروبا بدأت تحقق شروط السيادة حماية ورعاية.
17-أقول بدأت لأنها لم تصل بعد إلى الغاية وهـي ربما تصل إليها على حسابنا إذا تقاعسنا فتقاسمت روما الجديدة ما ورثناه ولسنا رجالا لنحميه. افنبكيه؟
18-فيصدق علينا ما قالت أم الأمير الذي كان آخر حويكم من جنس حويكمينا الذين بدأوا بعد يتوددون لمن يتصوروه قد أصبح شرطي المنطقة بنخب سبقتهم تطبيلا وتزميرا.
19-كيف لدول تمول حرب عدوها النفسية عليها بـاعلامها الذي تموله والذي صار في خدمة أعدائها إما لكسل في ابنائها أو لعدم ثقة الأنظمة فيهم كيف تنتصر؟
20-لكن مهزلة الدهر هو أن النخب العميلة تحول الخيانة إلى فلسفة التسامح والانفتاح وتدعي محاربة الطائفية وهي مليشيات طائفية وأبواق عدوانية بينة.
21-بئس حال أمة صارت بأنظمتها ومقاوماتها أجذاع نخل خاوية أي هبة ريح ترعد فرائصها. ولولا وعد الله للإسلام ونصره لكانت الدار قد خربت بلا رجعة.
22-لكن الإسلام وضع شروطا للنصر: أن تكون الحماية والرعاية فرض عين وليس فرض كفاية. أيعقل ألا يطبق هذا المبدأ في الإقليم إلا أعدى أعدائنا: إسرائيل؟
23-إسرائيل هي الوحيدة التي تطبق مبدأ الجهاد فرض عين أي إن الشعب حام لنفسه وليس خاضعا لحامية تكون دولة في الدولة ويصبح هو عبدا لها: الحامية مقصورة على معلمي الفن العسكري وكبار المختصين.
24-ذلك هو قصد ابن خلدون أن الأمة التي تخضع لحامية تفقد معاني الإنسانية أي إنها تصبح “عالة على غيرها” في الحماية والرعاية. فلنعد إلى المبدأ.
25-إذا صار الشعب حامي نفسه وراعيها مع إيمان بأن النصر من الله فإنه لن يهزم أبدا حتى لو اتحد العالم كله ضده. والعالم لا يعادي القادرين لأنه يهابهم ويحترمهم.



يرجى تثبيت الخطوط
أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/


نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي