من المباديء شبه الأولية أو من الحقائق شبه الفطرية حتى عند عامة الناس ودون حاجة لثقافة منطقية أن شهادة مجروج العدالة تثبت العكس بمعنى أنك إذا سمعت شهادة من لا يشك أحد في أنه كذاب أو حاقد على المشهود ضده فحتما ستستنتج أنه ليس شاهدا عدلا فتفضل عكس شهادته. هذا المبدأ العام يجعل “الإسلام السياسي” المستفيد الأكبرمن تظافر الشهود الذين هم من هذا الجنس عليه.وهم كثر سأكتفي بأصنافهم الاهم وهم موجودون في كل بلاد العرب من الماء إلى الماء وفي كل البلاد التي كانت تستعمرهم مباشرة وواصلت استعمارهم وإن بصورة غير مباشرة أي بـ”حركييها” في نخبهم. وكل من مكنهم الاستعمار من رقابنا من الحاكمين حاليا هم من أحفادهم أو من عملائهم. وسأختار معيارين لتصنيف شهود الزور المجروحين هؤلاء العاملين لصالح الإسلام السياسي ظنا منهم أنهم سيضعفونه بتساندهم أولهما يصف أنواع القوى السياسية التي ينتسبون إليها والثاني أنواع الإيديولوجيات التي يدافعون عنها. والجمع بين المعيارين يحدد طبيعة المصالح الاستعمارية التي يمثلونها. واعتباري إياهم ممثلين للمصالح الاستعمارية لايعني أني أنفي أن تكون لهم مصالح ذاتية. لكنها في الحقيقة تعتبر فتاتا جنيسا لما كانت عليه مصالح “الحركيين” في الجزائر و”الصبايحية” في تونس أعني من نسميهم بلغة شعبية “قوادة” ممن “فسدت فيهم معاني الإنسانية” فصاروا عبيدا للمستعمر وخدمه. فبالمعيار الاول يمكن تقسيمهم إلى ثلاثة أصناف كل منها مضاعف:1-صنف عربي وهو نوعا الانظمة القبلية والعسكرية وتوابعهما من نخب السياسة والمثقفين والاقتصاديين والفنانين وأصحاب الرؤى بصنفيهم الديني والعلماني.2-صنف حماتهم من الاقليم أي إيران وإسرائيل. والصنف الأخير هو حماة الحماة أو حماة الذراعين (إيران وإسرائيل) والنظامين (القبلية والعسكرية). فالحماة صنفان: روسيا حامية ذراع الملالي وأنظمة “المماتعة” وأمريكا حامية ذراع الحاخامات وأنظمة “المتاجرة”. وهذه الانواع الستة لم يعد أحد عداهم يصدق ما يقولونه في الإسلام السياسي. لذلك فجميعهم سرعان ما تنقلب شهادتهم عليه شهادة له. ومعنى ذلك أنهم يشهدون أن التحرير والتحرر ليس لهما من مدافع غير الإسلام السياسي لأن البقية كلها صارت طوع إرادتهم والقضية أصبحت مع الشعب ومع من يمثله حقا ويريد استكمال التحريروالتحرر بعد عزله وتكبيل الشعوب لما يقرب من قرن كامل رغم أنهم هم الذين خاضوا معركة التحرير في كل بلاد المسلمين. ولنأت إلى التصنيف بالمعيار الثاني أي الإيديولوجي فهم كذلك ثلاثة أصناف كلاهما مضاعف:صنف الإيديولوجيا لدى النخب العربية التي تدعي الحداثة وهم اليساريون والقوميون.والنخب بالطائفية الحديثة وهم ملالي إيران والسلفية المخابراتية وصنف من بقايا التاريخ الوسيط وهم بقايا الصليبية والباطنية. ويمكن أن أضيف إليهم صنف رابع مضاعف هو بدروه وهو صنف اليمين الغربي في أوروبا واليمين الغربي في أمريكا وإسرائيل أو الصهيونية والمسيحية الصهيونية. فهذا الصنف الرابع مثله مثل الاصناف الثلاثة السابقة كلها تعادي الإسلام السني لعلل تاريخية وعقدية. والتاريخية توظف العقدية. وأختم هذه المحاولة القصيرة بمبدأ شبه أولي وشبه فطري عند الجميع وهو نقيض ما عرف منه: فالمبدأ يقول الأمة لا تجمع على خطأ وهو نصف الحقيقة. والحقيقة هي الامة الصالحة لا تجمع على خطا. فإذا كانت الأمة فاسدة فإجماعها نقيض إجماع الصالحة فضلا عن كون من وصفنا ليسوا أمة. إجماع هذه الازواج الثمانية لا يمكن أن يكون صوابا لأن الجميع يعلم أنهم كلهم من أفسد ما عرفت البشرية بدليل ما عليه أحوال شعوبهم الذين من المفروض أن يكون في خدمتهم رعاية وحماية. وحتى مستخدموهم فهم أفسد منهم لأن الصالح لا يريد الضرر بغيره من البشر من أجل الدنيوي الفاني. والوصف الأصح هو أنهم مافيات رمزها تجده في امتلاء بنوك سويسرا وتجد مقابله في خواء بطون شعوبهم الجوعى وفي أحوال الخدمات في بلادهم وظروف شعوبهم وخاصة شبابهم الذي يعاني من البطالة والمرض والمهانة حتى صار الكثير منهم يرتمي في البحار عله يصل إلى ذل الهجرة اللانظامية.