أسئلة مشروعة

1-الكثير يطرحون عدة أسئلة لا تتعلق بالفكر بل بنسق العمل والأسلوب والهموم في حسابي: أولها حول تواصل العمل وبنسق ثابت جعل أخا يسأل: الا تمل؟ وتأدبا معه لم يرد عليه: إن أنت مللت فلا تفتح الحساب. نعم لا أمل لإيماني بعملي وحبي له هو جوابي للسيد الفاضل.

2-والثاني جعل سيدة تسأل: كيف يهتم أبو يعرب بحسابي وبصورة أدق ما سر عنايته بشباب الخليج بجنسيه؟ طبعا دون وصل بين ذلك وطبيعة أزمة الأمة.

3-لماذا صار من كان معروفا بالأسلوب العسير مخفضا من السقف بأسلوب التغريد المبسط دون تنازل عن الخيار الفكري الجامع بين الفلسفي والديني؟

4-كيف نفهم الحرص على تأسيس العلاج النظري بطلب مصادر ومراجع عربية قدر المستطاع لكأن ذلك استراتيجية مقصودة ممن معرفته بالغرب يصعب نفيها؟

5-أخيرا: هل لكل ذلك علاقة سلبية بموقفه من فلاسفة العرب التقليديين وإيجابية بمن يعتبرهم ممثلين حقا للفكر الفلسفي بمعنى النهج السقراطي حقا؟

6-خمسة أسئلة لا بد من حسمها بصورة واضحة: الأول: من يؤمن أن الفكر الملتزم هو جوهر العبادة وربي على العمل المنتظم لكأن تربيته ألمانية يفهم السر.

7-الثاني: ما عرفه الوطن العربي في قرني الاستعمار يلخصه الخليج في خمسة عقود. إذن ففكر شبابه وخاصة فتياته يمثل أفضل عينة لفهم ازمة العرب الحضارية.

8-وهذا يزيل عجب السيدة الفاضلة: نعم يعنيني أن أتابع شباب الخليج حتى أفهم علاقة عجيبة تجعل من يتصورهم المحقرون ممن عداهم غاية التخلف في علاقة بمن يتصورونهم غاية التقدم: علاقة بداية العرب (الجزيرة العربية) بغاية الغرب (الولايات المتحدة الأمريكية).

9-لماذا قبلت مقترح طلبتي بأن أملي بعض التغريدات حول الأوضاع؟ لسبب بسيط: لأن ذلك هو الطريقة الوحيدة للتواصل مع الشباب دون موانع الاستبداد والفساد إذ نتحرر من الحدود التي فرضها الاستعمار فيمتد التواصل إلى حيث تمتد اللغة العربية.

10-أفضل الاستناد إلى مصادر ومراجع عربية رغم معرفتي الدقيقة بما يعتبره غيري أفضل منها في الغرب؟ أولا لأني لا أصدق هذه الكذبة وثـانيا لأني أريد جبر الكسر في تاريخ فكرنا. العودة لسقراط تعتبر تجديدا والعودة إلى من أتى بعده ب12قرنا تعتبر ماضوية.

11-وما أسميه جبر الكسر اساسي عندي لأن القطيعة بين الماضي والحاضر تحول دون بناء المستقبل: إحياء فكر الغزالي وابن تيمية وابن خلدون اساسي ليس بدافع تعصب للذات بل لأن لهم ما يفيد البشرية كلها إذا فهموا الفهم الفلسفي المناسب.

12-التراث الغربي أهله يكفوننا مؤونة إحيائه رغم أني تخصصت في أكبر مفكرين منه ورغم علمي بأن من يكتب من العرب في الفكر الغربي لا يقدمون إلا مهازل استحي من الكلام عليها:أرسطو وهيجل. أفضل الغزالي وابن تيمية وابن خلدون دون تحريف يشبه كتابات التقريب الجمهوري للتعريف بالفكر الغربي.

13-هل في ذلك موقف سلبي من الفلسفة العربية الوسيطة وإيجابي ممن أفضله عليهم؟ نعم وما أخفيت ذلك قط: لا أحد من فلاسفتنا التقليديين قام بواجبه كمواطن مثل من ذكر أو كعالم مثل أفلاطون أو أرسطو ماداموا لم يتجاوزوهم إلا بما جد بعدهما وله صلة بفكر الامة وهو قليل.

14-فهم بخلاف الغزالي وخاصة ابن تيمية وابن خلدون اللذين لم يكتفيا بالإبداع الفريد كل في مجاله بل كانا مناضلين في الحياة وحاملين لهموم أمتهما وأسسا لثورة فلسفية نقلت البشرية من ما بعد الطبيعة إلى مابعد التاريخ مبدأ لفهم الفكر الإنساني.

15-بل أكثر من ذلك فقد كان من نسميهم فلاسفة من جنس نخبنا الحداثية الحالية في الأغلب شراح لفكر ميت لا صلة له بعلم عصرهم الطبيعي والإنساني فضلا عن كونهم استعملوا في الحركات الباطنية لا غير (اخوان الصفا والتصوف الفلسفي المزعوم).

16-وأكثر من ذلك فهم كانوا –علماء سلطان– ربما بسبب التنجيم والطب. لكنهم كانوا محظوظين من السلطان بخلاف من اعتبرهم بحق فلاسفة ومناضلين (الفقهاء كانوا دونهم خدمة للسلاطين).

17-وأخيرا لماذا أجمع دائما بين الديني والفلسفي؟ لأني–بخلاف أصحاب الفهم الصحفي–لا اعرف من كبار الفلاسفة من يفصل بينهما بمن في ذلك ماركس ونيتشة وإن بالسلب (المهم الحضور الواجب لحدي الفكر الإنساني المطلقين).

18-آمل أن أكون قد أجبت عن جل الأسئلة التي بلغني إياها مدير الصفحة. ولم يبق إلا سؤال وهو في الحقيقة ليس سؤالا بل حجة من لا حجة له: التعسير بدل التيسير.

19-وهذه الحجة مفهومة بضربين من الفهم: فهي إما حسنة النية وتعني أن الناس ربوا على الاكل السريع فلا يريدون الانشغال بما يزعج معدتهم. وهذا حقهم في مناخ يعتبر كل محاولة للغوص تفلسفا فارغا.

20-وإما أن يكون ذلك عن سوء نية وهو سلاح قوي تستعمله الشلل لعزل من لا يخضع لآرائهم بل ويكشف الكثير من دجلهم وحلفهم الخفي مع الاستبداد والفساد.

21-أشعر أني برأت ذمتي نحو من يتفضل بقراءة ما أكتب علما وأني لا أكتب إلا للشباب بجنسيه الشباب من أراد منهم أن يتعلم ليتجاوز الرواية بالدراية.


أسئلة مشروعة – أبو يعرب المرزوقي

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي