لتحميل المقال أو قراءته في صيغة و-ن-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص
أسئلة ملحة أوجهها لمن يدعون محاربة الإرهاب
أسئلة تقبل التلخيص في سؤال وحيد ننهيها به.
فهب أنهم فعلا يسعون لتجنيب الوطن آفة الإرهاب ألا يسلمون على الأقل بأن للمسألة مستويين مختلفين؟
فلم يقتصر التركيز في كل ما أسمعه على مستوى واحد هو عقائد المنفذين التي يردونها إلى ما يسمونه بالتعصب الإسلامي ويعالجونه بسياسة تجفيف المنابع؟
لماذا لا نسمع كلاما ولا تخطيطا لعلاج أجندات موظفي المنفذين من المستغلين لعقائدهم غطاء لها بحيث إن المسألة حصرت في تجفيف المنابع حصرا يدعو للريبة لكأن التجفيف بات علاجا سحريا لكل الأدواء؟
هبنا سلمنا بأهمية المستوى الأول -عقائد المنفذين- وبالعلاج.
لكن ألا ينبغي أن نفرض أنه يمثل على أقصى تقدير نصف قضية الإرهاب رغم أن التنفيذ يكون دائما أقل أهمية من التوظيف الذي هو المحرك الفعلي؟
كيف لا نتهم النوايا -مهما كنا سذج- من وراء إهمال المستوى الثاني تسليما جدليا بأنه يمثل نصف الظاهرة؟
فـمن الصعب -مهما تساذجنا- تفسير ذلك بالغفلة أو بالجهل إلا أن يكون إهمال المحركات الأخرى مقصودا؟
ذلك أن من بين علل توظيف الظاهرة عاملين يجعلان من بيدهم مقادير الدولة مستفيدين منها مرتين خارجيا وداخليا:
- خارجيا لأنها تحقق سند الحماة
- وداخليا لأنها تخيف الشعب إذ يخير بين الأمن والحرية.
وهذان العاملان صريحان.
ولا يحتاجان إلى تدليل.
لكن التدليل قد نحتاج إليه في العاملين الآخرين الأخطر: فمن بيده مقادير الدولة لها ظاهر وباطن.
أليس كل استبداد وراءه فساد؟
الاستبداد وراءه الفساد.
العاملان الأولان هما الحاجة إلى سند الحامي وإلى تخويف الشعب هما ضروريان لسلوك المستبد.
أما الضروري لسلوك الفاسد فأعمق ويتألف من عاملين آخرين هما
- احتكار الاقتصاد الرسمي
- وإدارة الاقتصاد الموازي
(بالتهريب الإجرامي والتهرب الضريبي ).
بعبارة وجيزة فإن موظفي الإرهاب بخلاف منفذيه لا يحركهم عقائد دينية بل مصالح سياسية واقتصادية أي العوامل الأربعة التي ذكرنا للاستبداد والفساد.
والجامع بين هذه العوامل الأربعة حجاب ذو وجهين:
- وجهه الأول هو نظرية الدولة الأمنية
- ووجهه الثاني هو نظرية الدولة الدينية (لأنها أصبحت مصدر المعتقدات الرسمية لشعبها).
والأولى تلغي القانون والثانية تلغي الدين.
الدولة الأمنية نفي للقانون والحرية.
والدولة الدينية نفي لحرية المعتقد.
حلان لا يحاربان الإرهاب بل يغذيانه ما يعني أن أصحاب الحلين اختاروا سياسة تغذي الإرهاب لمصلحة.
فعندما تطلق يد الأمن يزول الأمن: لأن الأمن هو قوة الدولة الشرعية بخضوعها للقانون العادل.
وعندما تضع خطابا دينيا رسميا تفرضه على الناس يفقد الدين معناه.
والفقدانان لا يقبلهما الإنسان الحر.
وإذن فقصدك هو دفع المواطنين للثورة أو للعبودية.
وليس هذا مجرد استنتاج :
فسياستك وإعلامك الرسميان يمجدان أصحاب السلوك الذي يدفع الناس دفعا إلى حل وحيد للدفاع عن النفس ليكون قابلا للوصف بالإرهاب:
بشار والسيسي وحفتر.
ومن ثم فكل قيم الثورة صارت من الماضي.
ومما يثبت أن القصد لا يمكن أن يكون صادقا هو أن من يدعون القدرة على تسيير أربع دول لا يمكن أن يختاروا سياسة تزيد في غضب الناس بقصد الحد من الإرهاب بل القصد هو تغذيته لغاية في نفس يعقوب.
وسأكتفي بمثالين:
- أولهما يتعلق بتجفيف المنابع.
فهل قفل المساجد والكتاتيب والجمعيات الخيرية وعزل الأيمة يعني أنك لا تريد أن تكون مطلعا على ما تعتبره منبع الإرهاب فتتصور أن اغماض العين يدرأ خطر الإرهاب؟
ومثله هل منع اللحية مفيد أم هو على الأقل يعطيك علامة محذرة ومطمئنة في آن:
هل الإرهابي يعييه أن يحلق لحيته إذا أراد التنكر أم هذا من الغباء السياسي أم القصد الاستفزاز والتدخل حتى في اللحي ؟
هذا مثال أول من الاستفزاز القصدي للمؤمنين الذين يريدون ممارسة شعائرهم بحرية.
ومن جنسه لباس المرأة واستعمال الساحات العامة في الأعياد.
- والأخطر من ذلك كله هو المثال الثاني:
ترك الزمام لكل السخفاء من الأدعياء لاستفزاز الناس بدعوى حرية الرأي التي تقتصر على عبث السفهاء والحمقى بالعقائد في الإعلام الرسمي
لا فائدة من تحليل العوامل الخمسة التي تبين أن وراء الأكمة ما وراءها:
فـما يحتاجه الاستبداد عاملان وما يحتاجه الفساد عاملان والأخير يؤسسها أربعتها وهو عند الذهاب بالأمور إلى غايتها سـيجعل الدولة جهاز مافياوي كالنماذج المبجلة في السياسة والإعلام الرسميين:
بشار والسيسي وحفتر ولم لا ابن علي.
لكن الشعوب صارت تعلم بفضل ما فضحته الثورة أين ذهبت ثروات البلاد العربية في سوريا ومصر واليمن وليبيا وتونس.
ولعل اعتبار إرادة الشعب الاطلاع على مصير ثروات البلاد الطبيعية إرهابا أو مشجعا للإرهاب علامة فارقة.
لذلك فسأكتفي بسؤال وحيد جامع لكل الأسئلة السابقة:
ما علاقة من يمكن أن يوظف الإرهاب بهذه العوامل الخمسة أم إن التفسير يقتصرعلى حماسة المتدينين وتجفيف منابع الدين؟
لماذا إذن أدت سياسة تجفيف المنابع طيلة 23 سنة إلى جعل تونس البورقيبية والابن علوية أصبحت حسب ما يقال أول مصدر للشباب المنفذ للإرهاب:
أليس التجفيف علة للإرهاب بدلا من أن يكون علاجا ؟
الا يدل ذلك على أن موظفي الإرهاب
هم الذين حكموا طيلة هذه المدة
وهم الذين يستغلون الشباب
من أجل التغطية على العوامل الخمسة التي ذكرنا
وأنهم بمثل هذه السياسة لعلهم يسعون لنفس الغاية؟
يرجى تثبيت الخطوط
أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/