**** أخلاق العبيد أو تشخيص أمراض النخب العربية الفصل الرابع
ابدأ المسالة الثانية المتعلقة بقضية المواريث في سورة النساء بتعليل وصلها بما وصفت به أخلاق النخب الخمسة التي هي أدوات الحل والعقد في مرحلة الاستعمار غير المباشر، والتي هي كلها أو مطلق جلها منتحلة صفة تمثيل إرادة الجماعة وعلمها وقدرتها وحياتها ورؤيتها الوجودية: هم عبيد من نصبهم. كان لا بد من بيان ذلك بالأدلة القاطعة في مجال: 1. الإرادة السياسية 2. والرؤية الوجودية 3. والمعرفة العلمية 4. والذوق الفني 5. والقدرة: • المادية (الاقتصاد) • والروحية (الثقافة) علة لكل ما تقدم عليها ولكونه على ما هو عليه ومن ثم شرطا لفهم ما عليه العرب من الاستثناء في الراهن التاريخي من كل الوجود. وكل ذلك حتى لا يكون كلامي على الفهم المعكوس سواء بقصد، أو لما وصفنا من الانتحال لحضارتهم ولحضارة الغرب وخاصة لشروط نهوض الامم سواء بصورة عامة أو بالقياس إلى من شرع في النهوض معهم منذ منتصف القرن التاسع عشر. لماذا ما يزال العرب ذيلا في كل شيء رغم ما لهم من إمكانات مادية وروحية؟ الجواب عن هذا السؤال واضح وضوح الشمس في القيلولة: فهو يتبين من طبيعة الصفوف في المعركة الجارية حاليا بين: • ثورة الشباب بجنسيه • والثورة المضادة بصفها العسكري والقبلي • وبمن يحتمون ويتبين من الموقف الذي لا يختلف عن موقف كل أعداء الإسلام والقرآن والحركات الإسلامية التي تسعى للاستئناف. لما أسهمت في الكلام على تقرير لجنة التسعة، رفضت موقف رد الفعل وسعيت إلى الفعل، فحللت الإشكالية بالمعرفة الإنسانية الخالصة أي بفلسفة القانون وبالتفاعل بين الاقتصادي والثقافي ودور الأنثروبولوجيا في دراسة العلاقة بين الزواج والملكية وتبادل الثروة والنساء في المجتمعات البشرية. ذلك أن الفخ الذي نصب للإسلاميين للعودة بهم إلى المقابلة بين الديني والعقلي وتحويل المعركة التي حسمها الدستور إلى إشكالية الهوية والمرجعيات التي بني عليها الدستور الثاني، وحتى الأول، كان خطة السبسي ليستعيد وحدة حلف المافيات التي تريد إفشال الثورة والانتقال الديموقراطي في تونس.
والآن وقد برهنت على ما قصدته بأن معدي التقرير أميون وأنهم لا علاقة لهم بالقانون والاقتصاد والانثروبولوجيا، وخاصة بما يدعونه من الاندراج في مدرسة الاجتهاد التونسية والعمل بالمقاصدية، يمكنني أن أفرغ للبحث في النظام الخفي والأسرار العظيمة لنظرية المواريث القرآنية في سورة النساء.