أبعاد نظرية الرمزين – دين العجل الذهبي – توظيف العملة والكلمة للاستعباد الكوني

لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله أبعاد نظرية الرمزين

توظيف العملة والكلم للاستعباد الكوني

– الفصل الاول –

– الفصل الثاني –

– الفصل الثالث –

في الفصل الثالث من مسألة الفاعلية الرمزية أداة للعجل الذهبي سنبحث أخطر مستويات الفاعلية الرمزية ودلالة اعتبار القرآن الربا حربا على الله. ونفس ما قيل عن الربا قيل عن مخالفة الافعال للأقوال لأنها اشد ما يمقته الله. فهما وسيلتا تحريف للدين القيم وعبادة العباد للعباد بدل رب العباد. توظيف العملة أو رمز الفعل وتوظيف الكلمة أو فعل الرمز للعبودية المادية والتضليل الروحي هما جوهر الشرك فالمسيطر بالحاجات يتأله فيستعبد الناس. وعلينا الآن أن نكتشف السر في ذلك. نظرية العملة غير نظرية المالية. فالمالية تابعة لـ”خلق” العملة التي يحتاجها التمويل. وخلق العملة عملية معقدة. وذلك لأنها رمز كلي مطلق يمكن من التوسط بين كل الامور التي يتبادلها الناس سواء كانت بضائع أو خدمات ومنها خدمة التمويل التي تجعل العملة بضاعة. لذلك فالعملة بضاعة متعددة الصور للإنتاج الفعلي أو الوهمي: تزييف الصك للمعدن ووزنه ثم سحب العملة الورقية بدون رصد فعلي لسلطة السحب ثم غيرهما. وغيرهما هو أول العملة الكتابية التي قد لا يكون لها ما يقابلها فعليا فتكون خلقا لعملة زائفة الصكوك البنكية صنع لعملة كتابية وقد تكون دون رصيد. وكل الديون خلق لعلمة دون رصيد وهي قد تكون كتابية مسجلة وقد تكون وعودا بين المتعاملين بالثقة دون كتابة وكلها خلق للعملة وتبادل لها للتمويل. وهذه المستويات الخمسة لخلق العملة هي أداة لا يمكن تصور الاقتصاد الحديث من دونها وهي أهم أدوات السيطرة على الاقتصاد الحقيقي وعلى البشر. وأغلب المشتقات في الاقتصاد الحديث متاجرة بهذه العملية من أجل خلق ثروة وهمية هي التي تحدث تضخما في الاقتصاد لا يعكس حقيقته كثروة فعلية. وكل ما قلناه عن العملة يقال عن الكلمة فعل الرمز. فالإعلام التضليلي مثل الاقتصاد الربوي بالعملة فعل الرمز: 1. تحريف الثروة 2. وتحريف للتراث فمبدع المعلومة الحقيقية قليل بالقياس إلى مبتدع المعلومة المزيفة. وإنتاج المعلومة أو الكلمة عملية معقدة مثل انتاج العملة بالمستويات الخمسة. ذلك أن رصيد الكلمة هو صحة المعلومة. ومنتجو الكلمة مثل منتجي العملة يمكن تقسيمهم إلى من له رصيد ومن لا رصيد له. والعلاقة بالرصيد هي الأساس. المعدن في العملة يناظره الفعل في الكلمة. وتلك علة تعيير الشعر بالتمييز بين من فعله مطابق لقوله (صاحب رصيد) والعكس (بلا رصيد). ثم يأتي مستوى العملة الورقية ويناظره الكلام المبني على الثقة بسلطة القائل ثم كلام ما صارمن التراث ولو بدون رصيد ثم كلام أي مشهور كالصكوك. لذلك فسلطان العجل الذهبي مبني على تضخمين من الاقتصاد والثقافة الزائفين وكلاهما يدين بوجوده للخوف من مستقبل سد الحاجات المادية والروحية. والمعلوم أن ابن خلدون في الباب الأول من المقدمة اعتبر اساس العمران المادي جغرافيا طبيعيا وأساسه الروحي هو تاريخيا روحيا يوحدهما خوف الندرة. والندرة تتعلق بالذوق بمستوييه وبالعلم بمستوييه والمستوى الأول منهما هو أصل الاقتصاد والمستوى الثاني منهما هو أصل الثقافة. والخوف علة التضخم. فالخوف من الندرة في المستقبل هو علة وجود الاقتصاد والثقافة أو الثروة والتراث بالتخطيط للمستقبل عملا وعلما وبالتضخم والاحتكار والتبذير. وأخيرا فأهم مجالات التضخم في الثقافة المزيفة هو الإعلام السياسي والتجاري أو البروباجندا السياسية والإشهار التجاري للإنتاجين في العولمة.

– الفصل الرابع –

– الفصل الخامس –

الفصل الخامس لتبضيع الكلمة في خدمة التضليل الثقافي. فاستبضاع الكلمة في الثقافة والغذاء الروحي يناظر استبضاع العلمة في الاقتصاد والغذاء المادي. وهو توظيف لمستويي الذوق (الغذاء المادي والغذاء الروحي للذوق) ومستويي العلم (العلوم التطبيعية والعلوم الاساسية) لتحقيق أهداف دين العجل الذهبي. وأهداف العجل الذهبي هي جعل استعمار الإنسان في الأرض معارضا لقيم استخلافه. ومن يسعى للاستخلاف من دون التعمير يكون في الغاية بعدا لأصحاب العجل. ومعنى ذلك أن كل من يتصور أن الإسلام يعارض الاستعمار في الأرض بدعوى الاستخلاف لن يكون في النهاية إلّا تابعا لأصحاب العجل الذهبي. والعلة بينة. فلا يمكن الانتقال من مستوى الذوق الأول إلى مستواه الثاني ومن مستوى العلم الأول إلى مستواه الثاني من دون تحقيق ما يسده الأول في الحالتين. من لم يسد حاجة الذوق المادي لن يشرئب للذوق الروحي إلا كأعمال زائفة. ومن لم يسد حاجة العلم الأول لن يشرئب لحاجته الروحية إلا كعلوم زائفة. الإبداع الجمالي والإبداع العلمي مشروطان بسد الحاجات الأولية للذوق المادي والعلم المادي أي غذاء البدن والبحث البدائي عن هذا الغذاء المادي. من ذلك أن أرسطو يفسر اكتشاف رجال الدين في الدولة المصرية للنظريات الرياضية بتفرغهم إلى البحث العلمي الأساسي وسد الدولة حاجاتهم الأولية. وما نريد دراسته هو التضليل الثقافي بفعل الرمز (الكلمة) المناظر للتضليل الاقتصادي برمز الفعل (العملة). والتناظر بينهما تام لملازمته تفاعلهما. فالتضليل بفعل الرمز هو الذي يمكن من تضخيم الحاجات الأولية لأنه ينتج بتوظيف الإعلام والاشهار حاجات يجعلها أولية من أجل التضليل الاقتصادي. لم يبق الاقتصاد والثقافة سدا للحاجات الذوقية والعلمية بمستوييهما الحقيقيين: صار علة نوعين من الترف مضاعفين: ودوره في القرآن وفي المقدمة معلوم. وهما السر في “التبذير” الذي يعتبر القرآن أصحابه من اخوان الشياطين وهو سر حرمان الأغلبية من أجل الاقلية وسر تصحير الأرض بدل تعميرها وحفظها. وإذن فالتضليل بالكلمة أو الإعلامي عامة ذوقيا وعلميا: 1. يعمي عن الاخطار الناتجة عن التبذير. 2. ويعمي عن سلامة الذوق وسلام العلم بمستوييهما. وإذن فالذوق بمستوييه أصبح أداة وليس غاية من حيث الدوافع والعلم بمستوييه أصبح أداة وليس غاية من حيث الوسائل لتدمير الإنسانية ماديا وروحيا. ولعل أفضل مثال يتعين فيه هذا الخطر المضاعف: هو مصدر الحياة السليمة إلى مآل التجدد الطبيعي في ثروات العالم والتجدد العضوي في أحياء العالم. فاستبضاع الذوق بمستوييه هو أصل الترف وهو يؤدي إلى جعل الشعور باللذة من جنس جرب أفلاطون: فالمبذر مثل الأجرب لا يتوقف عن الحكاك. وذلك ينطبق على صفات الأنسان الخمس: إرادته وعلمه وقدرته وحياته ووجوده. يريد فيها جميعا الزيادة المطردة بلا توقف فيهدم كل شيء من حوله. وأبرز شيء هو الجنس في هذا النظام: فهو يفصل نهائيا عن وظيفته العضوية ولا يبقى منه إلا الالتذاذ فيصبح الفرد عازفا عما عداه ولا تتجدد الأجيال. وتطور هذه الظاهرة يعرض منها القرآن المثلية في سورة لوط. وهي من الظاهرات التي تتكاثر ثقافيا رغم أن منها ما هو عضوي لأن الأجناس خمسة وليست اثنان. فالأصل نفس واحدة ومنها جنسان ذكر وأنثى (النساء 1) وكلاهما يتضاعف بمثلية طبيعية لا ثقافية لكن دين العجل يجعلها ظاهرة ثقافية تعم بالتدريج.

الكتيب

وثيقة النص المحمول ورابط تحميلها

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
آخر تحديث 05-04-2025
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي