نبذة

عن سيرته وترجمته

محمد الحبيب المرزوقي، ويكنى بأبي يعرب، فيلسوف ومترجم وموسوعي تونسي. ولد يوم 29 مايو/أيار 1947م في منزل بورقيبة من ولاية بنزرت في تونس. عرف بكتاباته الغزيرة التي تجمع بين الرصانة العلمية والجرأة الثورية، فطبع له قرابة 60 كتابا منشورا و 60 مقالة في مختلف المجلات والدوريات. ومنذ بزوغ فجر الشبكات المعلوماتية، كتب أبو يعرب بغزارة في المنتديات والشبكات الاجتماعية فتنوعت كتاباته بين الدراسات النظرية المجردة، وقراءات الوقائع المعينة، والاستراتيجيا السياسية، وغير ذلك الكثير، حتى وصلت إلى أكثر من 2300 مقالة.

مولده ونشأته

ولد أبو يعرب لأسرة زيتونية ريفية. والده، الشيخ نصر المرزوقي، مزارع وشاهد عدل مقدم بالطريقة القادرية، ووالدته حورية العربي، وهي عائلة عربية مرزوقية خالصة لاعتيادهم على التزاوج الداخلي حفاظا على ملكية الأراضي الزراعية، ويعود نسبها إلى قبيلة بني هلال. تعلم القرآن في كتّاب الأسرة الخاص، حيث كان أبوه وأخوه كلاهما من الحفظة، وتربى في كنف الثقافة الإسلامية قبل سن الدراسة النظامية. وبعد تردد الوالد في إلحاقه بمدرسة حديثة للاطلاع على الثقافة الغربية، سجل أبو يعرب في مدرسة الإمام سحنون الفرنسية العربية في منزل بورقيبة بعدما عهد لوالده خدمة الإسلام من نهج آخر فكان أول فرد في أسرته ينضم لمدرسة حديثة بدلا من الزيتونة. وقد ظل والده خجلا من ذلك الانتساب لشدة غرابته عندئذ في العائلة، لكن أبا يعرب أثبت جدارته لذلك السبق فنال المرتبة الأولى في مناظرة التخرج من المرحلة الابتدائية.

أكمل بعد ذلك دراسته الثانوية في مدرسة ستيفان بيشون الثانوية المختلطة في منزل بورقيبة كذلك، ولم يقتصر البرنامج الدراسي عندئذ على المواد الأكاديمية حيث كان مشتملا كذلك على تدريب فني ورياضي. ثم تخرج من قسم الآداب الحديثة سنة 1966م في المركز الأول على مستوى الجمهورية ليحوز جائزة رئيس الدولة ويلتقي بالحبيب بورقيبة لأول مرة خلال مراسم التكريم.1

حياته الأكاديمية

بعد تردده في اختيار تخصص الرياضيات، سجل أبو يعرب تخصص الفلسفة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في تونس العاصمة سنة 1966م. وبعد انقضاء المرحلة الأولى، قدم في مناظرة دار المعلمين العليا2 وقبل فيها فاستفاد من الكادر التعليمي آنذاك، حيث كان من بين من درس عليهم ميشيل فوكو وبول ريكور و إيبوليت تين. وتخرج المرزوقي من إجازة الفلسفة سنة 1969م في المركز الأول ونال جائزة رئيس الجمهورية مجددا. ثم كان من المفترض حينها أن يبدأ بتدريس الفلسفة للمرحلة الثانوية بموجب نظام دار المعلمين العليا، لكن أبا يعرب كان عازما على الارتحال إلى فرنسا لاستكمال تكوينه وعلى زواجه قبل السفر. لذلك، لم يلب نداء التوظيف مباشرة، وإنما عمل مترجما في السفارة اليابانية مدة سنة كاملة بثلاثة أضعاف أجر المدرس آنذاك تسلم بعدها مهام التدريس. أمضى مدة سنة كاملة في التدريس قبل السفر إلى باريس درس خلالها مادتي الفلسفة والترجمة بالفرنسية والفلسفة العربية بالعربية.

وبعد سفره وحيدا تمهيدا لاصطحاب زوجته، أمضى أسبوعين دون سكن مستقر في باريس، حتى شاءت الأقدار أن عرج على السفارة التونسية واعتقده مسؤول الإسكان هنالك ابن الأديب التونسي محمد المرزوقي فخصص له سكنا مميزا في قلب العاصمة. انضمت له زوجته بعد ذلك وباشر دراسته العليا في جامعة باريس الأولى المعروفة باسم بانتيون-سوربون، وهي أحد ثلاثة فروع مستقلة تكون حاليا ما يعرف شعبيا بالسوربون.3 ولما كان أبو يعرب مغرما بالطابع الموسوعي والشمولي لهيغل في شبابه حتى لقبه رفاق الجامعة بالهيغلي، أراد أن يختبر صحة ما زعمه هيغل عن عدم إسهام الحضارة العربية بشيء يذكر في تاريخ الفلسفة، فالتفت إلى واحدة من أهم الجدالات الفكرية في التاريخ العربي، ألا وهو تهافت الفلاسفة ضد تهافت التهافت. قدم أطروحة الماجستير في فرنسا مع مشرفه المستشرق روجي أرنالديز حول مفهوم السببية عند الغزالي عام 1972م (بالفرنسية) ونال عليها ملاحظة الشرف والتميز. بعدها، آثر أبو يعرب دراسة القانون والاقتصاد في جامعة باريس الثانية كونها قد تمخضت عن كلية القانون في جامعة باريس بعد الانقسام المذكور أدناه، وكان من بين أساتذته من يسمى بالمؤسس الثاني للقانون الفرنسي، أي جورج فيديل. فبقي هنالك لذاك الغرض ولتجويد ألمانيته التي لم يكن قد درسها سوى سنة في معهد غوته في تونس، وذلك حتى يعود لهيغل مباشرة دون وساطة الترجمات الفرنسية. بقي أبو يعرب في فرنسا حتى عام 1975م حيث عاد إلى تونس.

استأنف التدريس بعد عودته في معهد منزل بورقيبة الثانوي، وقد تزامن ذلك مع تعريب بورقيبة لمادة الفلسفة في قسم الآداب لتقويض سطوة اليسار السائد في أساتذة الفلسفة الفرنسيين والتونسيين المتمركسين آنذاك، فشارك في ذلك التعريب. وبعد أربعة أعوام من عودته أمضاها في التدريس الثانوي وترقى خلالها إلى مرشد بيداغوجي لأساتذة الفلسفة، قدم الأستاذ رسالة الدكتوراة حسب نظام الحلقة الثالثة4 الفرنسي المعادل لدكتوراة النظام الأنجلوساكسوني (الأمريكي/الإنجليزي) عام 1979م بعنوان منزلة الرياضيات في علم أرسطو (بالفرنسية وطبعت بالعربية بعدها بخمسة أعوام) فنال ملاحظة الشرف والتميز كذلك، إلا أنه لم يعين بعدها في الجامعة لعدم توافر مقعد شاغر حينذاك. سافر أبو يعرب بعدها إلى الجزائر ودرّس فيها مدة شهرين فحسب قبل أن يمهد الله له مناسبة العودة إلى تونس وتدريس أبنائها. ذلك أنه قدم مداخلة في ندوة عقدها مركز دراسات الوحدة العربية في صيف 1980كان رئيس وزراء تونس، محمد مزالي، من بين الحضور فيها. فلما أعجب بمداخلته أيما إعجاب، أوصى بتوفير مقعد له في الجامعة. فعاد أبو يعرب ودرّس بشكل مؤقت حتى وفر له مقعد رسمي كأستاذ مساعد في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية من جامعة تونس الأولى بداية سنة 1981، لكنه كان لتدريس مادة المنهج في قسمي علم الاجتماع وعلم النفس. وعلى الرغم من كون تكوينه الرسمي في الفلسفة، إلا أن تمكنه من الألمانية واهتمامه بأوغست كونت ومؤسسي علم الاجتماع الألمانيين (مثل ماكس فيبر) مكناه ليس فقط من أداء المهمة، بل السرور بها لاعتبارها فرصة سانحة لتطبيق ما كان اهتماما شخصيا لديه.

وبعد تدريس المنهج لمدة سنتين، كلف بتدريس الفلسفة اليونانية في ذات الجامعة، وظل على ذلك حتى أصبح أستاذا كاملا بعد حصوله سنة 1991 على دكتوراة الدولة. وبين الدكتوراتين، تعرض أبو يعرب لمن سيصبحا أهم علمين في حياته الفكرية بعدئذ، أعني ابن تيمية وابن خلدون اللذان أصبحا موضوع رسالته التكميلية التي قدمها مع الرسالة الأصلية كما جرت العادة في دكتوراة الآداب4، فالرسالة الأصلية هي الأطروحة والرسالة التكميلية تطبيق لها عادة ما يكون أقصر منها، ولكن انحياز النخبة الجامعية التونسية منع أبا يعرب من تسجيل دكتوراة الدولة في تونس فسجلها في فرنسا أولا ثم نقلها إلى تونس، وكانت الأصلية بعنوان منزلة الكلي في الفلسفة العربية والتكميلية بعنوان إصلاح العقل في الفلسفة العربية، وقد طبعا كلاهما سنة 1994.

وبعد ذلك بثمانية أعوام، هاجر الأستاذ إلى ماليزيا سنة 2002 ليعمل كأستاذ فلسفة التاريخ وفلسفة الدين في الجامعة الإسلامية العالمية في كوالالمبور، لكنه اصطحب ابنه فقط هذه المرة ولم يتآلف كثيرا هنالك لعائق اللغة وغيره، فظل مدة ثلاث سنوات ونصف اتخذها عزلة فكرية ساعدته على بدء التأمل في القرآن الكريم وكتابة محاولته في التفسير الفلسفي للقرآن.

اضطر بعدها أبو يعرب للعودة إلى تونس لاستكمال المدة المؤهلة لمعاش التقاعد كأستاذ كامل، والتي كان قد تبقى منها سنة ونصف حينذاك. وبعد عودته، ترقى إلى مرتبة بروفيسور الفلسفة في دار المعلمين العليا قبل تقاعده سنة 2007 التي لم يعد بعدها للتدريس في الجامعة التونسية أبدا، نظرا للتضييق عليه وعلى كل من يحاول اختياره مشرفا على رسالته بسبب مواقفه الفكرية والسياسية، فلم يشرف على أية أطروحة طوال مسيرته في تونس قط.

وعلى مدار مسيرته الأكاديمية، حاضر أيضا أبو يعرب في فلسفة الدين كأستاذ زائر في كل من قسم فلسفة العلوم في جامعة بريمن الألمانية وقسم تاريخ الفلسفة في جامعة باريس 12. وحاضر كذلك في فلسفة الحضارة الغربية في المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية في باريس، أعرق مؤسسة إسلامية جامعية في فرنسا. وكذلك في الفلسفة السياسية في قسم العلوم السياسية والعلاقة الدولية من معهد الدوحة للدراسات العليا في قطر.

نشاطه الاجتماعي والثقافي

رغم المناح البنيوسفي في عائلته، التي كانت تعتبر إعلان الجمهورية التونسية مثلا انقلابا، ترأس أبو يعرب الشبيبة المدرسية التابعة للحزب الحر الدستوري الجديد (أي حزب بورقيبة)، نظرا لتفوقه أولا ولاقتصار أنشطة الشبيبة على الثقافة والفن والتدريب المهني دون السياسة. وخلال دراسته في دار المعلمين العليا، كان من الرافضين لعدم مشاركة الجيش التونسي في حرب 67 حتى اتهم خطأ بالتحريض على يهود تونس في أحداث الشغب آنذاك. نشر أبو يعرب أيضا قبيل تخرجه، سنة 1968، مقالة لاذعة في الحبيب بورقيبة واستقال من الشبيبة المدرسية بعد تعريض بورقيبة بمحاولة تجاوز العربية في تونس، وقد نشرت في جريدة حزب بورقيبة بعد موافقة مشرف الجريدة عليها رغم كون التعرض لبورقيبة من الخطوط الحمراء في ذلك الحين.

وقد تخللت مسيرته الأكاديمية كثيرا من الأنشطة الأخرى والعمل الاجتماعي كانت بدايتها اشتراكه في تأسيس هيئة الدفاع عن حقوق الإنسان سنة 1977. كما قلد مديرا لقسم الترجمة في المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون المعروف ببيت الحكمة في قرطاج. وكان أيضا عضوا مؤسسا وأمينا عاما للجمعية التونسية للدراسات الفلسفية، وعضوا مؤسسا للجمعية الفلسفية العربية في القاهرة. وبعد اندلاع ثورة الياسمين في تونس، انتخب أبو يعرب عضوا بالمجلس التأسيسي في قائمة كانت أصواتها ضعف أصوات الأحزاب اليسارية مجتمعة. وعين أيضا مستشارا برتبة وزير في حكومة النهضة لكنه لم يلبث أن استقال بعدها بسنة واحدة ووجه نقدا لاذعا للحزب الحاكم. وقد اختير خلال احتلاله هذا المنصب في 2012 للتعليق في برشلونة على تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي كان عنوانه “تحديات التنمية العربية”. وبعد استقالته، عين أبو يعرب عضوا للمجلس العلمي في قسم العلوم الإسلامية من بيت الحكمة، كما اختير عضوا رئيسا في لجنة تصور وصياغة تقرير بعنوان “التكامل العربي سبيلا لنهضة إنسانية” أعدته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا المعروفة بالإسكوا في بيروت ونشر سنة 2014. ومع ذات اللجنة وبنفس الصفة، عمل الأستاذ على تقرير آخر بعنوان “الظلم في العالم العربي والطريق إلى العدل” نشر عام 2016 ليوم واحد فقط قبل حذفه من موقع الإسكوا بضغوطات من إسرائيل وأمريكا، فاستقالت على إثر ذلك مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة ريما خلف وأعاد مركز دراسات الوحدة العربية نشره سنة 2018.

آراؤه السياسية

رغم كونه ناصري النزعة أيام شبابه، نظرا لضعف الإعلام حينئذ واقتصاره على صوت العرب وأشباهها، يعتبر أبو يعرب أقرب من الناحية الاقتصادية إلى الرؤية الليبرالية المعتدلة في الاقتصاد الكينزي خاصة مع استحضار بعض العناصر من الديمقراطية الاجتماعية، وقد اعتبر نموذج الدولة الحاضنة، الذي أذاعه عبد الناصر في العالم العربي بتأثر من الاشتراكية في الحرب الباردة، علة التخلف والاستبداد، ويمثل على ذلك بمجانية التعليم، وتضخم القطاع الحكومي من حيث عدد العمال وحتى عدد الوزارات والسفارات مثلا. خصص المرزوقي كذلك كثيرا من كتاباته لمعارضة الأنظمة الاستبدادية في العالم العربي بوجهيها العسكري والقبلي، فكان من أكبر الداعمين لثورات الربيع العربي وأجرى قلمه لشرح إرهاصاتها، والتأريخ لها، وتأويل مسارها، واستشراف مستقبلها.

يعتبر أبو يعرب من أكبر المؤيدين والمنظرين لنظرية الدولة في الإسلام، حيث يعتبرها جمهورية ديمقراطية بنص سورة الشورى في القرآن وينفي تقادمها أو استحالتها. وهو من أكبر الداعين إلى وحدة إسلامية عربية متعددة المراكز للتعاون الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي، على شاكلة الاتحاد الأوروبي، حيث يعتبر الدول الحالية محميات من بقايا اتفاقية سايكس بيكو ويعتبر حجمها حائلا دون السيادة الحقيقية، نظرا لضخامة الأقطاب الأخرى في ميزان القوى، خاصة أمريكا والصين والاتحاد الأوروبي والهند والبرازيل.

وقد عارض النظام البرلماني في تونس بعد ثورة الياسمين، وفي كل البلاد حديثة العهد بالديمقراطية، لأنه يفضي حسب رأيه إلى الشلل المؤسسي. واقترح في ذلك الإبان هيكلا خاصا مكونا من غرفتين للبرلمان التونسي للموازنة بين التمثيل الفاعل (بعتبة ترشح كبرى) والتمثيل العادل (بعتبة ترشح صغرى) والحد من أثر ما يسمى بالجرمندرة، أي التلاعب بحدود الدوائر الانتخابية لخلق أغلبية مصطنعة.

أيد أبو يعرب كذلك حزب العدالة والتنمية في تركيا، واعتبر رجب طيب أردوغان “معاوية الثاني” لأسلوبه البراغماتي في الحكم وتمكنه من فنيات السياسة الدبلوماسية وتنبهه لمقومات السيادة في العصر الحديث، وهو أمر غائب تماما عند العرب باستثناء محمد أنور السادات وعادل الجبير حسب رأيه. عرف عنه أيضا معارضته الشديدة للتدخل الإيراني في المنطقة العربية ولما يسمى بمحور الممانعة، حيث يعتبر أبو يعرب إيران وإسرائيل فكي كماشة استعماريين تابعين كليهما للغرب للإبقاء على تفتيت الإقليم.

ومن حيث القضية الفلسطينية، يعتبر أبو يعرب حل الدولة الواحدة متعددة الأعراق ومنزوعة السلاح بإشراف دولي أنسب الحلول على الأمد البعيد، لأن فلسطين خاصة والحضارة الإسلامية عامة لطالما كانت متعددة الأديان والأعراق في مناخ سلمي. أما على الأمد القصير، فينادي الأستاذ بحل_الدولتين حسب قانون التقسيم الدولي، لأنه وإن لم يكن حقا فهو وسيلة دبلوماسية لتقويض شرعية إسرائيل وربح الوقت لإعداد العرب لتحصيل شروط الردع الممكنة من المطالبة بالحق الكامل، وقد أيد كذلك إمكانية القبول بحدود 67 مع استمرار المطالبة بتطبيق قرار التقسيم. كان من أكبر الداعمين لطوفان الأقصى واعتبره بداية النهاية لإسرائيل لفضحه هشاشتها المادية أولا ولتفنيده كل سردياتها الإعلامية نظرا لما شهده العدوان بعدها من صحافة شعبية غير مسبوقة على الشبكات الاجتماعية بالأجهزة الخلوية أدت إلى تضامن شعبي كبير في الغرب.

جوائز

رغم تحاشيه أضواء الشهرة بإصراره على نشر جل كتاباته مجانا، فقد حصلت أعماله الرسمية على عدة جوائز وتكريمات. فبعد تردده في إتمام ترجمته لكتاب فيلسوف الظاهريات إدموند هوسرل مدة سنتين كاملتين لعدم رضاه عن مستواها، شجعه يوسف الصمعان مؤسس دار جداول للنشر على إتمامها ونشرها في داره، فما لبثت أن ربحت أحد أكبر جوائز الكتاب، سنة 2012 وهي جائزة الشيخ زايد للترجمة! وقد منح كذلك سنة 2014 جائزة منتدى العلاقات العربية والدولية في الدوحة لإسهاماته في ترجمة الأعمال الفلسفية، حيث قدم ورقة بعنوان “تجربتي في الترجمة الفلسفية عن اللغات الأوروبية الحية”. اختاره أيضا المنتدى العالمي للوسطية مع بضع أساتذة آخرين لتكريمهم كأعضاء في رابطة كتاب التجديد سنة 2017.

حياته الشخصية

تزوج أبو يعرب من منيرة الشتواني، وهي سيدة جزائرية تونسية من أصول أمازيغية تعمل معلمة تطبيق5 ومرشدة بيداغوجية، وله منها ولدان هما نزار يعرب ومحمد مراس. ولد ابنه الأول نزار يعرب في باريس، وهو الآن أستاذ رياضيات وباحث في فقه الرياضيات وتعلميتها، كما يعمل على إدارة مكتبه وتحرير بعض كتاباته، كان أهمها ترجمته الصادرة حديثا لميتافيزيقا أرسطو. أما محمد مراس فأستاذ اقتصاديات وباحث في الاقتصاد الدولي والمالية الإسلامية، كما أدار قناة الأستاذ على اليوتيوب بعنوان الأسماء والبيان.


  1. انظر مقالة تونس – رؤساء الجمهورية الخمسة – قصتي معهم↩︎

  2. دار المعلمين العليا مؤسسة مبنية على نظام غراند إيكول الفرنسي مختصة في إعداد المدرسين والباحثين بعد انقضاء مراحلهم الجامعية الأولى، ويكون القبول فيها بمناظرة عالية التنافسية. يلتزم الملتحقون بدار المعلمين العليا التونسية حسب نظامها بالالتزام بالتدريس مدة عشر سنوات، ويمنحون منحا أكبر من حيث القيمة، فتكون ضعف المنحة العادية تقريبا، والمدة، فتكون طوال السنة بدلا من مدة السنة الدراسية على أن ينهوا إجازتهم في 3 سنوات بدلا من 4. ↩︎

  3. المعلوم أن اسم السوربون يعود إلى قس ومتكلم فرنسي أسس كلية اللاهوت في القرن الثالث عشر التي تطورت وزادت كلياتها حتى أصبحت جامعة باريس، كما أنه أطلق لاحقا على أحد مباني الحرم الجامعي. وبعد احتجاجات مايو/أيار 1968 في فرنسا، انقسمت جامعة باريس إلى 13 جامعة مستقلة ورث بعضها اسم السوربون. ويعرف عن جامعة باريس الأولى التي ابتعث إليها الأستاذ أبو يعرب إنشاؤها من قبل أساتذة قانون واقتصاد بالأساس مع أساتذة في الإنسانيات، كما يعرف ميلهم إلى اليسار السياسي بالمقابلة مع جامعة باريس الرابعة التي ورثت أيضا اسم السوربون وستندمج في 2018 مع جامعة باريس السادسة فيطلق عليهما سويا اسم جامعة السوربون رسميا، وهي معروفة أكثر بالعلوم الطبيعية. أما الفرع الثالث المكون لما يعرف بالسوربون حاليا فهي جامعة باريس الثالثة المشهورة بقسم اللسانيات. ↩︎

  4. وقد أتيح هذا النظام للعلوم الإنسانية في فرنسا سنة 1958 بإلهام من النظام الأمريكي لتقليل المدة التي يقضيها الطالب للحصول على الدكتوراة حسب النظام القديم المسمى دكتوراة الآداب والقائم منذ 1808 حتى تغير اسمه إلى دكتوراة الدولة سنة 1950. والمعلوم أن نيل درجة دكتوراة الدولة يؤهل للأستاذية والإشراف على رسائل الدكتوراة مباشرة، وقد ألغي سنة 1984 واستبدل ببرنامج التأهيل للإشراف على البحوث. أما في تونس، فقد ألغي العمل بدكتوراة الدولة بقرار سنة 1993 أصبحت بعده دكتوراة الحلقات الثلاث تسمى بالدكتوراة الموحدة أو الجديدة. ↩︎ ↩︎

  5. رتبة تربوية متوسطة في تونس. ↩︎

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
آخر تحديث 05-04-2025
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي